من فترة طويلة وأنا أعاني من التهابات متكررة في اللوزتين، كل شتاء تقريبًا كنت أمرّ بنفس الدائرة: حرارة عالية، آلام في الحلق، صعوبة في البلع، وزيارات متكررة للطبيب. ومع مرور الوقت، أصبحت الالتهابات أقوى، والأدوية والمضادات الحيوية لم تعد تعطيني النتيجة نفسها، بل بدأت أتأثر سلبًا بكثرة استخدامها. عندها نصحني أكثر من طبيب بإجراء عملية استئصال اللوزتين، خصوصًا بعد أن ظهرت لدي بعض المشاكل مثل صعوبة التنفس أثناء النوم ورائحة الفم الكريهة الناتجة عن تقيح اللوز.
في البداية كنت مترددة جدًا وخائفة من فكرة العملية. سمعت الكثير من التجارب التي جعلتني أتوتر، خصوصًا ما يقال عن ألم ما بعد العملية وصعوبة الأكل. لكن مع زيادة الألم وتكرار الالتهابات، قررت أن أواجه خوفي وأجري العملية.
يوم العملية:
ذهبت إلى المستشفى وأنا أشعر بمزيج من القلق والراحة لأنني على وشك إنهاء معاناة دامت سنوات. قام الطبيب بطمأنتي وشرح لي كل التفاصيل. دخلت غرفة العمليات تحت التخدير الكامل، واستغرقت العملية أقل من نصف ساعة. عندما استيقظت، شعرت بثقل في الحلق وألم يشبه ألم جرح كبير، لكنني كنت أقدر على الكلام بصوت منخفض.
الأيام الأولى بعد العملية:
الألم كان شديدًا في البداية، خاصة عند محاولة البلع. كان الطبيب ينصحني بتناول المثلجات والآيس كريم لتخفيف الألم والالتهاب، وهذا ما ساعدني قليلًا. الأيام الثلاثة الأولى كانت الأصعب، شعرت بجفاف في الحلق وبأنني لا أريد الأكل أو الشرب، لكنني كنت مجبرة على شرب الكثير من السوائل الدافئة والباردة بالتناوب حتى أساعد الجرح على الالتئام.
الأسبوع الأول:
بدأت ألاحظ تحسنًا تدريجيًا، لكن بقيت مشكلة صعوبة الأكل. اعتمدت على الأطعمة اللينة مثل الزبادي، الشوربة، البطاطس المهروسة، والعصائر الطبيعية. كان النوم صعبًا في البداية بسبب الألم، لكن المسكنات ساعدتني.
بعد أسبوعين:
بدأت أستعيد طاقتي، الألم أصبح أخف بكثير، وبدأت أشعر بفرق حقيقي في التنفس ورائحة الفم. شعرت وكأنني تخلصت من عبء كبير.
الدروس التي تعلمتها:
العملية ليست مخيفة كما تصورت، الألم محتمل مع استخدام المسكنات.
التزام التعليمات بعد العملية مهم جدًا لتجنب النزيف أو الالتهاب.
شرب السوائل الباردة والآيس كريم من أفضل الطرق لتخفيف الألم في البداية.
النتيجة النهائية رائعة؛ لم أعد أعاني من التهابات الحلق المتكررة، وأشعر براحة كبيرة.