تجربتي في تربية قطة فالبيت

 

تجربتي في تربية حيوان أليف

كانت دائما تراودني فكرة تربية حيوان أليف، لكنني كنت أتردد بسبب خوفي من المسؤولية، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تغيرت فيه حياتي تمامًا. كنت في طريقي إلى المنزل حين رأيت قطة صغيرة ترتجف من البرد وتختبئ تحت سيارة متوقفة. لم أتمالك نفسي، فانحنيت وحملتها برفق، وقررت أن أعتني بها حتى أجد لها مأوى.

في البداية، لم أكن أعلم شيئًا عن رعاية القطط، فبدأت أبحث على الإنترنت وأسأل الأصدقاء. اشتريت لها طعامًا مناسبًا، وجهزت لها ركنًا صغيرًا في غرفتي، وأخذتني الحماسة لتسمِّيها “لُوزة” بسبب عينيها الواسعتين ولونها الرمادي الجميل.

مرت الأيام، وتحولت العلاقة بيننا إلى ما يشبه الصداقة العميقة. كنت أعود من يوم طويل متعب، فأجد لوزة تقفز نحوي، وكأنها تقول “اشتقت إليك”. بدأت أعتاد على وجودها، وعلى صوت خرخرتها عندما تكون مرتاحة، وحتى على طلباتها الصامتة حين تجلس أمام طبقها الفارغ.

واجهت بعض الصعوبات في البداية، مثل تنظيف مكانها، أو اصطحابها إلى الطبيب البيطري، أو حتى تقبل فكرة أنها كائن له مزاجه الخاص. لكنها علمتني الصبر، والاهتمام، والملاحظة الدقيقة دون كلام. أصبحت أكثر تنظيمًا، وأصبحت غرفتي أنظف، لأنني لا أريد أن تؤذيها أي أدوات متناثرة.

أكثر لحظة مؤثرة في تجربتي كانت عندما مرضت لوزة فجأة، ورفضت الطعام لأيام. شعرت حينها بقلق لم أكن أتوقعه، كأن أحد أفراد عائلتي مريض. قضيت ليالٍ أراقب تنفسها، وأدعو الله أن تتعافى، حتى جاء اليوم الذي فتحت فيه عينيها، ونظرت إليّ بنظرة امتنان، وعادت لتأكل من يدي.

اليوم، بعد مرور أكثر من عام على وجود لوزة في حياتي، أدركت كم أن الحيوان الأليف يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في النفس. لقد خفّف من توتري، وعلمني الكثير عن العطاء بلا مقابل، وعن الحب غير المشروط.

تجربتي مع لوزة لم تكن مجرد تربية لحيوان، بل كانت رحلة إنسانية جعلتني أكثر رقة، وأكثر تقديرًا للكائنات الصغيرة التي تعيش بيننا في صمت، وتمنحنا من حبها الصافي دون أن تطلب شيئًا سوى

القليل من الرحمة.