تجربتي في ممارسة اليوجا

في أحد الأيام، كنتُ أشعر بتعبٍ شديد وضغطٍ نفسي متراكم بسبب العمل والدراسة، وكنتُ أبحث عن طريقة أستعيد بها هدوئي الداخلي وأشعر براحة جسدية ونفسية. سمعت كثيرًا عن اليوجا وفوائدها، لكنني كنتُ مترددة في البداية، ظننت أنها مجرد رياضة عادية لا تختلف عن أي تمرين آخر. في أحد الصباحات قررت أن أجربها بنفسي، فبحثت عن مقاطع فيديو للمبتدئين وبدأت رحلتي.

في البداية، كان الأمر صعبًا بعض الشيء، فقد كنتُ أجد صعوبة في التنفس العميق أثناء الحركات، وكنتُ أعتقد أنني لن أستطيع الاستمرار. لكن مع مرور الأيام، بدأت ألاحظ أن جسمي صار أكثر مرونة، وذهني أصبح أكثر هدوءًا. اليوجا ليست مجرد حركات جسدية، بل هي مزيج من التنفس العميق، التأمل، وتمارين التمدد والقوة. كنتُ أمارسها كل صباح لمدة 20 دقيقة فقط، ومع ذلك، كنت أشعر بفرقٍ هائل في مزاجي ونشاطي طوال اليوم.

من أهم فوائد ممارسة اليوجا التي لاحظتها:

تقليل التوتر والقلق بشكل ملحوظ، فقد كانت تمارين التنفس تساعدني على تهدئة أفكاري السريعة والمشتتة.

تحسين مرونة جسدي وتقوية عضلاتي، خاصة عضلات الظهر والبطن، وهذا جعلني أقل عرضة لآلام المفاصل.

زيادة التركيز وصفاء الذهن، إذ أصبحت أكثر قدرة على ترتيب أولوياتي واتخاذ قراراتي بهدوء.

تحسين جودة النوم، فلم أعد أعاني من الأرق كما كنت في السابق.

تعزيز طاقة الجسم، فأصبحت أبدأ يومي بحيوية دون الحاجة المفرطة للكافيين.

أما طريقة ممارسة اليوجا التي اتبعتها، فكانت بسيطة للمبتدئين:

اخترت مكانًا هادئًا في غرفتي، وضعت سجادة اليوجا وأطفأت الأصوات المزعجة.

بدأت كل جلسة بتمارين التنفس العميق (شهيق من الأنف لمدة 4 ثوانٍ، احتباس هواء لثانيتين، زفير بطيء من الفم لمدة 6 ثوانٍ).

انتقلت بعد ذلك إلى وضعيات أساسية مثل وضعية الطفل، ووضعية الكوبرا، ووضعية المحارب.

حافظت على كل وضعية لمدة 30 ثانية إلى دقيقة، مع التركيز على التنفس وعدم إجهاد نفسي.

في نهاية كل جلسة، كنت أجلس متربعة وأغمض عيني لدقيقتين مع التأمل في اللحظة الحالية.

مع مرور ثلاثة أشهر، أصبحت ممارسة اليوجا جزءًا من حياتي اليومية وليست مجرد تجربة عابرة. تعلمت من خلالها أن الراحة الحقيقية لا تأتي دائمًا من النوم أو الكسل، بل من الاتصال بجسدي وعقلي وروحي في آنٍ واحد. صرت أشجع أصدقائي وأفراد عائلتي على تجربتها، وكنت دائمًا أقول لهم: “اليوجا ليست فقط رياضة، إنها أسلوب حياة يساعدك على مواجهة الضغوط بابتسامة وهدوء”.

اليوم، لا أستطيع تخيل يومي دونها، فهي بمثابة وقت خاص بي أستعيد فيه طاقتي وأشحن روحي بالإيجابية. أدركت أن الاهتمام بالنفس ليس رفاهية، بل هو استثمار في الصحة الجسدية والنفسية.