تجربتي مع أول يوم جامعة

تجربتي في أول يوم جامعة

لم يكن صباحًا عاديًا على الإطلاق. كان ذلك اليوم الذي انتظرته بلهفة وقلق، مزيج من التوتر والحماس، كأنني أقف على باب عالم جديد لا أعرف عنه شيئًا.

كان أول يوم لي في الجامعة.

الليلة السابقة: نوم مضطرب وأفكار لا تنتهي

لم أستطع النوم بسهولة تلك الليلة. ظلت الأسئلة تدور في رأسي:

هل سأستطيع التكيف؟ هل سأكون وحيدة؟ هل سأنجح؟

كل شيء بدا غامضًا. كنت قد خرجت لتوي من عالم المدرسة المألوف، إلى مكان أكبر بكثير، فيه وجوه جديدة، وأفكار مختلفة، ومسؤوليات حقيقية.

حضّرت حقيبتي بعناية، رتّبت ملابسي على الكرسي، وكتبت جدول محاضراتي كأنني أستعد لحرب.

صباح الجامعة: أول خطوة نحو المجهول

استيقظت مبكرًا جدًا رغم قلة النوم. ارتديت ملابسي الجديدة، حملت حقيبتي الثقيلة، وخرجت مع دعوات أمي في أذني.

وصلت إلى بوابة الجامعة، ووقفت للحظة. نظرت حولي.

مئات الطلاب… الكل يتحرك بثقة، كأنهم يعرفون ما يفعلون. أما أنا، فكنت أشعر أنني أصغر بكثير من هذا المكان.

لحظات من التوهان

دخلت الحرم الجامعي، وبدأت رحلة البحث عن قاعتي الأولى.

الخريطة في يدي، والاتجاهات في رأسي متشابكة. سألت أكثر من مرة، ضعت أكثر من مرة، وفي لحظة ما شعرت أنني على وشك البكاء.

لكن فجأة، تقدمت نحوي فتاة، كانت تائهة مثلي، سألَتني عن القاعة نفسها!

ضحكنا، وذهبنا معًا. كان ذلك اللقاء العشوائي بداية صداقة جميلة ما زالت مستمرة حتى اليوم.

المحاضرة الأولى: رهبة وغرابة

دخلنا القاعة، وجلسنا في المقاعد الخلفية. الدكتور بدأ يتكلم بسرعة، بلغة جديدة عليّ تمامًا.

مصطلحات، اختصارات، جدية غير مألوفة.

شعرت أنني تائهة وسط كلمات لا أفهمها.

لكن نظرة حولي طمأنتني: الكل يبدو مرتبكًا، حتى من يبدون واثقين.

استراحة الظهيرة: بين الغربة والطمأنينة

جلست في كافتيريا الجامعة مع صديقتي الجديدة وطلبنا بعض الطعام وتحدثنا عن الانطباعات.

بدأت ألاحظ الجمال في هذا المكان: الأشجار، الناس المختلفين، حرية الحديث، أفكار جديدة.  شعرت بشيء بداخلي يقول لي: “أنتِ قادرة، فقط لا تتعجلي.”

نهاية اليوم الأول: نظرة مختلفة

مع غروب الشمس، عدت إلى البيت منهكة الجسد، لكن قلبي كان مليئًا بشيء لم أشعر به منذ مدة:

الأمل.

رغم التعب، التوهان، والارتباك، كان هناك شعور خفي بأنني في المكان الصحيح.

أنني سأكبر هنا، وأتعلّم عن نفسي قبل أي شيء آخر.

رسالة إلى من يخوض أول يوم في الجامعة

لا تخف من الشعور بالضياع… فهو أول خطوة نحو الاستكشاف.

لا تقلق من الوحدة… فالصداقة قد تبدأ بابتسامة أو سؤال بسيط.

لا تتظاهر بأنك تفهم كل شيء… التعلم يأتي تدريجيًا.

لا تضغط على نفسك لتكون مثاليًا من البداية… فقط كن حاضرًا ومتحمسًا.