تجربتي مع السحر والمس

 

تجربتي مع السحر والمس: كابوس لم ينتهِ بسهولة

لم أكن أؤمن بالسحر، بل وكنت أضحك حين أسمع أن فلانة “معمولة لها عمل” أو أن فلان “فيه مس”. كنت واقعية جدًا وأؤمن أن كل شيء له تفسير علمي. حتى بدأت قصتي… أو بالأصح، مأساتي.

بعد زواجي بشهور قليلة، انتقلنا إلى بيت قديم نسبيًا، ورثه زوجي عن خاله المتوفى. في البداية، كنت متحمسة لترتيب البيت وتجديده. لكن منذ اليوم الأول، كنت أشعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي.

كل ليلة، بعد منتصف الليل، كنت أسمع أصوات خطوات خفيفة فوق السقف. في البداية قلت: ربما قطط. لكن السقف من الأسمنت، ولا يوجد مجال للحيوانات أن تمشي عليه. ثم بدأت أشعر كأن هناك من يراقبني، حرفيًا… كل مرة أدخل غرفة النوم أشعر أن هناك عينين تترصدانني.

كنت أخبر زوجي، فيسخر ويقول لي: “أنتِ خيالك واسع، اقرئي قرآن ونامي.”

فعلت. لكن ما حدث بعد ذلك لم يكن من نسج الخيال…

العلامات الأولى: جسدي ينهار دون سبب

بدأت حالتي الصحية تتدهور فجأة. فقدت شهيتي، وبدأ شعري يتساقط بكثافة. أنام كثيرًا لكني أستيقظ متعبة، وكأني كنت أقاتل طوال الليل. وجهي شاحب، ونبضات قلبي غير منتظمة، ومع كل ذلك، كانت التحاليل الطبية سليمة.

ثم بدأت الكوابيس:

كل ليلة، أحلم أنني في غرفة مظلمة، مربوطة اليدين، وهناك ظل أسود يقترب مني ببطء. لا وجه له. فقط عينان حمراوان تلمعان في العتمة. كان يهمس في أذني بلغة لا أفهمها. أستيقظ وأنا أصرخ وأبكي، وأحيانًا أجد خدوشًا زرقاء على جسدي… بدون تفسير.

بدأت أكره زوجي بلا سبب. أصرخ عليه، أتوتر عند لمسه، وأحيانًا أبكي بشكل هستيري إذا اقترب مني. بدأت أسمع أصواتًا في رأسي. حرفيًا، أسمع امرأة تهمس لي: “أنتِ وحدك… لن يساعدك أحد…”

أحيانًا أسمع بكاء طفل في الغرفة الفارغة، وأحيانًا أسمع صوت جرس يدقّ ثلاث مرات ثم يختفي!

وفي أحد الأيام، دخل زوجي الغرفة ليجدني جالسة على الأرض، أنظر إلى الحائط وأتمتم بكلمات غير مفهومة. يقول إن عينيّ كانتا حمراوين، وأن صوتي تغير كأن شخصًا آخر يتكلم من خلالي!

أخذني زوجي بالقوة إلى راقٍ شرعي بعد أن فشل الأطباء في تفسير حالتي. وما إن بدأ بالقراءة، حتى انقلبت الأرض.

صرختُ بصوت ليس صوتي، بدأت أرتجف كأن نارًا تشتعل في داخلي. كنت أصرّ على الهروب، وعيناي لم تكن تلمعان بشكل طبيعي. الراقي أوقف الرقية وقال لزوجي:

“مراتك معمولة لها عمل دفين ومربوط بجنّ عاشق. وده قديم جدًا… قد يكون في هذا البيت أو من شخص قريب.”

بدأت رحلة البحث. وفي أحد الأيام، قرر زوجي أن يحفر بجانب الحائط الخارجي بناءً على وصف الراقي… وفعلًا، وجدنا علبة حديد صغيرة مدفونة تحت التراب، ملفوفة بخيوط سوداء، وبداخلها شعر لي، وملابس داخلية، وورقة مكتوب عليها اسمي واسم أمي، ورموز غريبة ملوثة بالدم.

كان عملاً سفليًا من النوع القذر، يربطني بالجن ويهدف لتدمير حياتي الزوجية وجعلي أكره كل شيء في حياتي.

الرحلة الطويلة نحو الشفاء

بدأت العلاج:

كل يوم رقية شرعية.

كل يوم سورة البقرة كاملة.

ماء مقروء عليه قرآن للشرب والاستحمام.

صلاة الفجر في وقتها.

أذكار الصباح والمساء بدون انقطاع.

كانت المقاومة من الداخل عنيفة…

كنت أصرخ خلال الرقية، وأحيانًا يغمى عليّ.

رأيت أشياء لا يمكن وصفها… ظلال، أصوات، حرائق وهمية، كأنني أعيش بين عالمين.

لكنني تمسّكت بالله. وتمسّكت بالقرآن.

شهرًا بعد شهر، بدأت أتحسن. كوابيسي خفّت. شعري توقف عن السقوط. بدأت أعود تدريجيًا لحياتي الطبيعية. لكنني حتى اليوم، لا أنام إلا بعد أن أقرأ آية الكرسي والمعوذات عشرات المرات.

الخاتمة: درس لن أنساه أبدًا

الآن، بعد مرور أكثر من سنتين على التجربة، ما زلت أتحصّن يوميًا. السحر والمس ليسوا قصصًا نسمعها في الأفلام. هم واقع، مؤلم، ومدمر… لكن الرحمة في ذلك أن الله أقوى من كل سحر، وكل شيطان، وكل نفس مريضة.

نصيحتي لكل من يقرأ قصتي: لا تستهين أبدًا بالتحصين، ولا تظن أن السحر لا يمكن أن يصيبك. اقترب من ربك… فالنجاة فقط لمن في قلبه نور القرآن.