كيف تعافيت من علاقة سامة

 

في البداية، لم أكن أدرك أنني داخل علاقة سامة. كنت أظن أن الحب يعني التنازل، أن أُفضّله على نفسي، أن أتحمّل الغضب، الصمت، الكلمات الجارحة، والوعود الكاذبة على أمل أن يتغيّر. كنت أعيش على حافة الانهيار، أبتسم في وجه الجميع، وأبكي حين أختلي بنفسي.

كنت أُقنع نفسي أنني قوية، وأن كل ما يحدث مجرد “مرحلة”، لكنه كان يمتص طاقتي شيئًا فشيئًا. كل مرة أبرر تصرفاته لنفسي، كنت أفقد فيها جزءًا من ذاتي. أذكر يومًا أنه أهانني أمام صديقتي المقرّبة، ولما واجهته، جعلني أشعر أنني أنا المخطئة، وأنني “درامية” أكثر من اللازم.

كان يحبني بطريقة مؤذية، يخنقني باسم الغيرة، ويُبعدني عن أهلي وأصدقائي بحجة أنه “يخاف عليّ”. كنت أصدّقه، لأنني كنت أريد أن أصدّقه.

وبعد سنوات عديدة وأنا أعيش في هذا الجحيم العاطفي، تتقلب مشاعري بين الخوف والتعلق، بين الحزن والحنين، حتى أصبحت لا أتعرف على نفسي في المرآة. أصبحت هشّة، منهكة، متعبة حتى من التنفس.

ولكن… جاء اليوم الفاصل.

يومها، كنت جالسة وحدي في غرفتي بعد شجار مؤلم جديد. نظرت حولي، شعرت أنني أعيش في سجن، وأنني أسيرة علاقة جعلتني أكره نفسي. تذكرت وجهي قبل أن أتعرف عليه، صوتي، ضحكتي، طموحي. لحظتها فقط، قررت أن أنقذ نفسي.

لم يكن الانفصال سهلاً. كان مليئًا بالتردد، بالبكاء، بالضعف والاشتياق أحيانًا، لكنني كنت أتمسك بالقرار كأنه حبل نجاة. قمت بحذف رقمه، أغلقت حساباتي لبعض الوقت، وبدأت أكتب يوميات لأفرغ ما بداخلي.

ذهبت للعلاج النفسي، وكان القرار الأصعب والأفضل. كنت أحتاج من يسمعني دون حكم، من يعيد لي ثقتي بنفسي، ويُعلّمني أن أضع حدودًا، وأن الحب لا يعني التضحية بالكرامة.

تعلمت أن السعادة ليست في أن يحبني أحد، بل أن أُحب نفسي. أن أختار من يضيف لحياتي، لا من يستنزفها.

مرت شهور طويلة من الألم، لكن اليوم، وأنا أكتب هذه الكلمات، أبتسم. ليس لأني نسيت، ولكن لأنني نجوت.

نجوت من علاقة سامة، من شخص جعلني أشك في قيمتي، ومن نفسي التي ظنت يومًا أن لا أحد سيحبها إن لم تكن “مثالية”.