تجربتي بالدعاء المستمر وتحقيق المعجزات

أنا مش من النوع اللي يطلب كتير.

كنت دايمًا ساكت، مكابر، أتعامل مع الدنيا كأن مفيش حاجة بتوجعني.

بس في الحقيقة… كنت بانهار كل ليلة.

الفرق الوحيد؟ إن انهياري كنت بعيشه وأنا على سجادتي… بيني وبين ربنا.

كنت بدعي نفس الدعاء من سنين، نفس الكلمات، نفس النغمة في صوتي، حتى وأنا بكتم بكاي.

“يا رب، ارزقني بفرصة… أخرج بيها من اللي أنا فيه. يا رب، حقق حلمي، لو فيه خير.”

كان حلمي بسيط في نظري… لكن في عيون الناس كان مستحيل.

كنت عايز منحة دراسية، أو فرصة أشتغل برّه، أغيّر بيها مستقبلي، أطلع من حيّ فقير وواقع مخنوق.

لكن لا واسطة، ولا شهادتي مبهرة، ولا فلوس أقدر أبدأ بيها.

بس كان عندي إيمان واحد: إن ربنا شايف، حتى لو الناس مش شايفة.

قدّمت على كذا منحة، كذا برنامج، عشرات المحاولات…

وكل مرة، الإيميل نفس الصيغة:

“نأسف، لم يتم اختيارك.”

في مرة، جاتني رسالة الرفض في نفس يوم عيد ميلادي.

ضحكت… بس مش من السعادة.

ضحكت وأنا بقول: “كل سنة وأنا فاشل.”

بس وسط ده كله، ما بطلتش دعاء.

الدعاء ماكنش رفاهية بالنسبة لي…

كان آخر خيط ماسك فيّ روحي.

كل ليلة، كنت أوطي راسي على السجادة، وأقول نفس الكلام:

“أنا مش جاي أقول لك استجبلي دلوقتي، بس جاي أقول لك ما تسبنيش.”

كنت بدعي قبل الفجر، وقت الناس نايمة، وبقول:

“يا رب، لو حلمي ده هينفعني… ما تخلينيش أضيّعه، ولو مش ليا… علّمني أرضى.”

لما الدنيا كانت بتسود، كنت ألاقي قلبي بيرجع للدعاء…

لأن مفيش غيره كان بيرجعلي نفسي.

بعد 3 سنين من التقديم والفشل، كنت ناوي أبطل أحاول.

قلت خلاص… يمكن مش ليا.

وفي يوم، وأنا قاعد في الشغل المؤقت اللي باشتغله بسد بيه مصاريفي، جاتلي رسالة.

فتحتها وقلبي بيخبط…

“تهانينا! تم اختيارك ضمن المقبولين في برنامج المنحة الدولية لهذا العام.”

قريت الجملة أكتر من 10 مرات.

عيوني دمعت، وأنا مش قادر أصدق.

قمت من مكاني، دخلت الحمّام، وقعدت أبكي، وأقول:

“ياااااا رب… إزاي؟! إزاي بعد كل ده؟!”

سافرت، ووصلت للبلد اللي كنت بحلم بيها.

أول يوم دخلت فيه الجامعة، سجدت.

سجدت في أوضة سكني، وقلت:

“أنا هنا مش بجهدي… أنا هنا بدعائي، وصبري، وبكاي اللي مكنش بيظهر قدام حد.”

إيه اللي اتعلمته؟

أنا اتعلمت إن ربنا ما بيضيعش تعب القلب.

اتعلمت إنك لما تدعي وأنت مكسور… ربنا بيلمّك.

وإن الدعاء مش مجرد وسيلة… هو سلاح، هو أمل، هو حياة.

ما تسيبش دعاءك، حتى لو الدنيا كلها قالت لك “مستحيل”.

الفشل مش نهاية، ده جزء من الطريق.

لما تحس إنك لوحدك، افتكر إنك بتكلم ربنا… وده أعظم دعم.

خليك واقف على رجلك، حتى لو حلمك اتأخر… لأن اللحظة اللي هتتحقق فيها، هتفهم كل حاجة.