تجربتي في التغلب على خوفي من الفشل

كنت دايمًا البنت اللي الكل بيشوفها شاطرة في المدرسة، الكل يقول لي: “أنتي قدوة، أنتي دايمًا الأولى، أنتي ما بتغلطيش.”

بس محدش كان يعرف إن كل كلمة مدح كانت بتربطني بخيط خفي…

خيط اسمه الخوف من الفشل.

كنت أدرس بتوتر، مش حبًا في النجاح، لكن خوفًا من اللحظة اللي ممكن أسقط فيها.

حتى لما دخلت الجامعة، كنت ببص لأي امتحان كمعركة لازم أخرج منها منتصرة… وإلا، أنا “مش كفاية”.

في سنة تانية جامعة، كنت مضغوطة جدًا. ضغط نفسي، ومشاكل في البيت، وقلة نوم، وخوف دائم من تقصيري.

وفي يوم دخلت امتحان مهم جدًا… كنت مرهقة، دماغي مش قادرة تركز، ولأول مرة، حسيت إني نسيت كل حاجة.

خرجت من اللجنة، وأنا قلبي بيضرب، مش من صعوبة الامتحان… لكن من إحساسي إني “وقعت”.

ولما ظهرت النتيجة… حصل اللي كنت بخاف منه طول حياتي: رسبت في مادة.

انهرت حرفيًا.

قعدت في أوضتي أسبوع ما كلمتش حد، ما فتحتش تليفوني، بكيت كل ليلة، وأقنعت نفسي إن حياتي انتهت.

كنت شايفة إني خسرت كرامتي، صورتي، مكانتي… نفسي.

وفي يوم من الايام كنت قاعدة كالعادة في أوضتي مش عايزة اشوف اي حد ولا اتكلم مع اي حد بعد اللي حصلت دخلت أمي الأوضة، وهي شايلة طبق فيه شوية أكل، وقالت لي بهدوء:

“على فكرة… الفشل مش عيب، العيب إنك تفضلي حابسة نفسك فيه.”

وراحت سايبة الطبق ومشيِت.

الكلمة دي فضلت ترن في وداني طول الليل.

وأول مرة، بدأت أسأل نفسي:

ليه الفشل بيخوفني كده؟

هو أنا مش إنسانة؟ مش من حقي أغلط؟

هو النجاح الحقيقي إننا نفضل نكسب دايمًا… ولا إننا نقوم بعد كل مرة بنقع فيها؟

 

الفصل الرابع: بداية التحرر

بدأت أكتب في ورقة كل الحاجات اللي بخاف أفشل فيها:

أفشل في دراستي

أفشل في علاقاتي

أفشل في شغلي

أفشل قدام الناس

وكل مرة كتبت فيها “أفشل”، قلت بعدها: “طيب؟ إيه اللي هيحصل؟ هل هنهار؟ هل العالم هينتهي؟”

المفاجأة؟ لأ.

لما خُفت من الفشل طول عمري… نسيت إن ربنا خلقنا علشان نحاول، مش علشان نكون مثاليين.

رجعت أذاكر، بس المرة دي مش عشان أهرب من الخوف…

رجعت أذاكر لأنني بحب أتعلم، وبحب نفسي، حتى لو وقعت تاني.

دخلت الامتحان مرة تانية، ونجحت فيه بتقدير كويس.

مش ممتاز… بس أنا كنت فخورة بيه أكتر من أي امتياز أخدته قبل كده.

 

وبدأت أشارك قصتي مع غيري.

كل حد كان فاكر إنه فاشل، كنت أقول له:

“أنا كمان وقعت، بس ربنا علّمني إن الوقعة مش النهاية… الوقعة بداية الرحلة.”

لو أنت/أنتِ خايفين من الفشل…

افشلوا!

وافشلوا تاني…

بس قوموا، وشيلوا دموعكم، وافتكروا إن كل شخص ناجح… كان في يوم واقع.

الفرق الوحيد؟ إنه قرر يقوم.