“تجربتي في القضاء على حبوب الشباب: من المعاناة إلى الشفاء”
لم أكن أعلم أن تلك البثور الصغيرة التي بدأت تظهر على وجهي في سنّ المراهقة ستتحول إلى معاناة طويلة أثّرت على نفسيتي وثقتي بنفسي لسنوات. بدأت القصة في عمر الخامسة عشرة، حين بدأت ألاحظ ظهور حبوب صغيرة على جبهتي وخديَّ. ظننت في البداية أنها مرحلة مؤقتة، كما يحدث مع معظم المراهقين، وستزول مع الوقت. لكن ما حدث كان العكس تمامًا.
مرت الأشهر، وتفاقمت الحالة. أصبحت الحبوب أكثر كثافة، مؤلمة أحيانًا، حمراء وملتهبة، وبدأت تترك آثارًا على وجهي. كنت أنظر في المرآة ولا أرى إلا البثور، وكأنها تحجب ملامحي. شعرت أن وجهي لم يعد ملكي، بل ملك تلك الحبوب التي استوطنت جلدي بلا رحمة.
بدأت رحلتي في تجربة كل ما يقع تحت يدي. اشتريت مستحضرات من الصيدلية، استخدمت وصفات طبيعية، غسولات، كريمات، أقنعة طينية، وحتى الليمون والعسل! لكن لا جديد يُذكر، بل أحيانًا كانت الحبوب تزداد سوءًا بسبب الحساسية أو الاستخدام الخاطئ.
بدأت نفسيتي تتدهور. كنت أتحاشى التقاط الصور، أرفض حضور المناسبات، وأتجنب التحدث مع الغرباء. كم مرة بكيت في غرفتي سرًا، وكم مرة تظاهرت بالقوة أمام الناس!
وفي أحد الأيام، قررت أن أتوقف عن العشوائية. جلست مع نفسي وقلت: “كفى! سأتعامل مع الأمر بجدية.” حجزت موعدًا مع طبيبة جلدية ذات سمعة طيبة. في الموعد، استمعت لي جيدًا، فحصت وجهي بعناية، وطمأنتني بأن الحالة قابلة للعلاج، ولكن تحتاج إلى صبر وانتظام.
وصفت لي علاجًا متكاملاً: غسول خاص، كريم مقشّر يُستخدم ليلاً، ومضاد حيوي عن طريق الفم لمدة ثلاثة أشهر. أوصتني أيضًا بتجنب الأطعمة الدهنية والمقلية، وشرب الكثير من الماء، وتنظيف الوجه مرتين يوميًا دون إفراط.
بدأت في تنفيذ الخطة حرفيًا. لم أتوقع نتائج سريعة، لكن بعد أسبوعين بدأت ألاحظ أن الالتهابات قلّت، والبشرة أصبحت أهدأ. بعد شهر، بدأت الحبوب تختفي تدريجيًا، وظهرت طبقة جديدة من الجلد، أكثر صفاءً ونقاءً.
لم يكن العلاج وحده كافيًا، بل تعلمت أن أتعامل مع بشرتي برفق، أن أحبها وأعتني بها، لا أن أُعاقبها على وجود الحبوب. تحسنت حالتي النفسية تدريجيًا، وبدأت أستعيد ثقتي بنفسي. عاودت الخروج، التقطت الصور من جديد، وابتسمت بصدق دون خوف من أن يلاحظ أحد “وجهي المليء بالحبوب”.
اليوم، وبعد مرور أكثر من عام على تلك المرحلة، لا أقول إن بشرتي أصبحت مثالية، ولكنها صافية بنسبة كبيرة، والأهم أنني تعلمت كيف أعتني بها بشكل صحيح. أصبحت أزور الطبيبة كل ستة أشهر، أستخدم واقي الشمس بانتظام، وأعرف كيف أختار منتجات العناية المناسبة لنوع بشرتي.
الدرس الذي خرجتُ به؟
أن أي مشكلة لها حل، مهما بدت مزعجة أو مؤلمة. وأن الصحة النفسية والجسدية متلازمتان. وأن البشرة، مثلها مثل أي جزء من أجسادنا، تحتاج منا إلى الحب والاهتمام، لا إلى القسوة أو الإهمال.
وها أنا أكتب قصتي الآن، لا لأتفاخر، بل لأقول لكل من يعاني من نفس الم : “أنت لست وحدك… وشفاؤك قادم بإذن الله، فقط لا تفقد الأمل.”