تجربتي في القضاء على قشرة الشعر

بدأت قصتي مع قشرة الشعر منذ أن كنت في مرحلة المراهقة، ولم تكن مجرد مشكلة تجميلية، بل كانت مصدر إزعاج وإحراج كبيرين. كنت أرتدي الألوان الغامقة، خاصة الأسود، لأجد بعد بضع ساعات من ارتدائه طبقة رقيقة من القشور البيضاء فوق كتفي. كنت أتجنب الذهاب إلى مصفف الشعر خوفاً من أن يرى حالتي، وكنت أغسل شعري كل يوم تقريباً، ظناً مني أن القشرة ستختفي مع كل غسلة. لكن الوضع كان يزداد سوءاً.

لم تكن المشكلة تكمن في قلة النظافة كما كنت أظن، بل كانت أكبر من ذلك بكثير. في إحدى المرات، عندما زرت طبيب الجلدية، شرح لي أن قشرة الشعر هي حالة شائعة جداً، وأنها ليست مشكلة نظافة. وضح لي الطبيب أن هناك عدة أسباب للقشرة، أهمها وجود فطر يسمى “مالاسيزيا غلوبوزا” يعيش بشكل طبيعي على فروة الرأس. هذا الفطر يتغذى على الزيوت التي تفرزها فروة الرأس، وتحديداً على الأحماض الدهنية. عندما يتغذى الفطر، فإنه ينتج مادة تسمى “حمض الأولييك” (Oleic acid)، وهي المادة التي تسبب تهيجاً والتهاباً في فروة الرأس لدى بعض الأشخاص، مما يؤدي إلى تسريع عملية تجدد خلايا الجلد. وبدلاً من أن تتساقط الخلايا الميتة بشكل فردي وغير مرئي، فإنها تتجمع معاً لتشكل القشور التي نراها.

 

بالإضافة إلى الفطر، هناك أسباب أخرى قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، مثل:

 

نوع البشرة: الأشخاص الذين لديهم بشرة دهنية أكثر عرضة للإصابة.

 

الحساسية: بعض الناس قد يكون لديهم حساسية من منتجات الشعر المختلفة.

 

التوتر والضغط النفسي: يمكن أن يؤثر التوتر على جهاز المناعة ويزيد من احتمالية ظهور القشرة.

 

عدم غسل الشعر بالقدر الكافي: يؤدي ذلك إلى تراكم الزيوت والأوساخ، مما يوفر بيئة مثالية لنمو الفطر.

 

القضاء على القشرة: الحل الذي غير حياتي

بعد أن فهمت السبب، أصبحت لدي رؤية واضحة لطريقة العلاج. نصحني الطبيب ببعض الخطوات التي غيرت حياتي بالفعل:

 

1. استخدام الشامبو الطبي المضاد للقشرة:

هذه كانت أهم خطوة. نصحني الطبيب بالبحث عن شامبو يحتوي على مواد فعالة مثل:

 

بيريثيون الزنك (Zinc Pyrithione): يقلل من نمو الفطر والبكتيريا.

 

كبريتيد السيلينيوم (Selenium Sulfide): يبطئ من معدل نمو خلايا الجلد.

 

كيتوكونازول (Ketoconazole): مضاد قوي للفطريات.

 

بدأت باستخدام شامبو يحتوي على بيريثيون الزنك مرتين في الأسبوع. في البداية، لم تكن النتائج واضحة، لكن مع الاستمرار، بدأت ألاحظ فرقاً كبيراً.

 

2. طريقة غسل الشعر الصحيحة:

شرح لي الطبيب أن طريقة الغسل لا تقل أهمية عن الشامبو نفسه. نصحني بترك الشامبو على فروة الرأس لمدة 3-5 دقائق قبل شطفه، وذلك لإعطاء المواد الفعالة فرصة لتقوم بعملها. كما نصحني بتدليك فروة الرأس بلطف أثناء الغسل لتحسين الدورة الدموية.

 

3. تغيير بعض العادات اليومية:

بعد أن شعرت بتحسن كبير، بدأت أركز على بعض العادات التي نصحني بها الطبيب أيضاً:

 

التقليل من التوتر: بدأت أمارس بعض التمارين الرياضية البسيطة واليوجا، مما ساعدني على التخلص من الضغط النفسي.

 

الاهتمام بالنظام الغذائي: حاولت تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، خاصة فيتامينات ب والزنك.

 

تجنب منتجات الشعر القاسية: ابتعدت عن المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية قد تزيد من تهيج فروة الرأس.

 

في غضون بضعة أشهر، اختفت القشرة تماماً. لم أعد أجد أي قشور على كتفي أو على وسادتي. استعدت ثقتي بنفسي، وأصبحت أرتدي الألوان التي أحبها دون أي خوف. كانت تجربتي مع قشرة الشعر بمثابة رحلة تعلم، فهمت من خلالها أن المشكلة ليست في النظافة، بل في

فهم السبب الحقيقي والعلاج الصحي