“مغامرتي في القفز بالمظلة لأول مرة”
لم أكن أتخيل يومًا أنني سأقفز بالمظلة من طائرة، وخصوصًا لأنني أخاف من المرتفعات. لكن الحياة دائمًا تُفاجئنا بما لم نخطط له. كانت البداية حين قررت السفر مع أصدقائي في عطلة قصيرة، وأثناء الرحلة جربنا كل الأنشطة الممتعة: السباحة، التجديف، وحتى التزلج على الماء. لكن أكثر اللحظات جنونًا لم تأتِ بعد.
في اليوم الأخير، حجزنا رحلة جوية صغيرة لمشاهدة المناظر الطبيعية من السماء. كنا على متن طائرة صغيرة تسع 10 أشخاص فقط، والأجواء كانت مبهجة. لكن فجأة، وبعد نصف ساعة من الإقلاع، بدأنا نشعر باهتزاز غريب في الطائرة. انطفأت إحدى لمبات التحكم، وصوت الطيار يقول بقلق:
“لدينا عطل مفاجئ، يجب أن نستعد للطوارئ.”
ارتجفت قلوبنا. الطيار شرح أن هناك خيارًا للهبوط الاضطراري بالمظلات، لأنه لا يمكن للطائرة العودة بسرعة بسبب العطل. لم أستوعب ما قاله، أنا التي لم أصعد لعبة مرتفعة في الملاهي من قبل، سأقفز من طائرة حقيقية؟!
أعطونا مظلات الطوارئ وشرحوا لنا بسرعة كيفية القفز. شعرت أن قلبي يوشك على التوقف. عندما جاء دوري، كان ذهني فارغًا، لم أفكر في شيء سوى أن حياتي تعتمد على تلك المظلة. نظرت إلى السماء، ثم أغمضت عيني وقفزت!
في تلك اللحظة، شعرت وكأن الوقت توقف. الهواء كان يصفع وجهي، جسدي يطير بحرية، وأنا بين السماء والأرض. كانت لحظة مرعبة ومبهرة في نفس الوقت. فجأة تذكرت سحب الحبل، وفتحت المظلة بيدين مرتجفتين.
وفور انفتاحها، تحولت الرهبة إلى شعور مذهل بالسلام. كنت أطفو بين الغيوم، أرى الأرض من بعيد وكأنها لوحة مرسومة، والهدوء حولي لا يوصف.
بعد دقائق، هبطت بسلام في منطقة مفتوحة حيث كان المسعفون ينتظروننا. لم أصدق أنني فعلتها! أصدقائي كانوا يصرخون من الفرح، والطيار شكرنا على تعاوننا وقال إننا كنا شجعانًا بشكل مذهل.
تلك التجربة غيرت شيئًا بداخلي. أدركت أن الخوف لا قيمة له أمام قوة التحدي، وأن بعض المواقف غير المتوقعة قد تمنحك أجمل اللحظات التي لا تُنسى.