تجربتي في تغير مسار دراستي الي بيزنس

اسمي كريم، عمري 22 سنة، وهذه قصتي مع قرار غيّر مسار حياتي بالكامل.

منذ كنت صغيرًا، كان حلم عائلتي أن أصبح مهندسًا. كنت أدرس في قسم علمي بالثانوية، وأمضي ساعات طويلة في حل المسائل المعقدة، فقط لأن الجميع قال لي إن “الهندسة هي المستقبل”. صدقت ذلك ودفعت نفسي إليه دون أن أسأل: هل هذا حلمي أنا حقًا؟

دخلت الكلية الهندسية، وفي أول سنة شعرت وكأنني أعيش حياة ليست لي. المحاضرات كانت ثقيلة، والمواد النظرية لا أشعر فيها بأي شغف. كنت أحضر الدروس بجسد حاضر، لكن عقلي وروحي غائبان. في وقت فراغي، كنت دائمًا أقرأ عن قصص نجاح رجال الأعمال، أتابع أخبار الشركات الناشئة، وأشعر بإعجاب كبير بمن يبدأ مشروعًا صغيرًا ويحول فكرته إلى إنجاز عظيم. كنت أقول لنفسي: “هناك عالم آخر يناسبني أكثر.”

 

لحظة الإدراك

في أحد الأيام، حضرت ورشة عمل صغيرة عن ريادة الأعمال. كان المتحدث رجلًا بدأ من الصفر حتى أسس شركته الخاصة. كان يتحدث بحماس لدرجة جعلتني أرى نفسي مكانه. عدت إلى البيت في ذلك اليوم، جلست على مكتبي، وكتبت في دفتر ملاحظاتي: “هل أستطيع أن أغيّر مساري؟”

كان الخوف يسيطر عليّ؛ كيف سأخبر أهلي؟ هل سيظنون أنني فاشل؟ وهل لدي الشجاعة لأبدأ من جديد؟

 

اتخاذ القرار

استغرقت أسابيع في التفكير، أبحث عن تخصصات البزنس، أقرأ عن إدارة الأعمال والتسويق وريادة المشاريع. شعرت أن هذا العالم يشبهني، يشبه طموحي وأفكاري. جمعت شجاعتي، وذهبت إلى والدي ذات مساء وقلت له:

“بابا، أعتقد أن الهندسة ليست مكاني… أريد أن أدرس البزنس.”

نظر إلي طويلًا، ثم قال: “هل أنت متأكد؟ تغيير المسار ليس سهلًا، لكنه ليس مستحيلًا.”

كانت هذه الجملة كافية لتمنحني القوة.

 

البداية الجديدة

انتقلت إلى كلية إدارة الأعمال. في أول يوم، شعرت بطاقة لم أشعر بها من قبل. المحاضرات كانت مليئة بالأفكار، والنقاشات عن خطط التسويق، وإدارة الوقت، وتأسيس المشاريع. لأول مرة، كنت أستيقظ متحمسًا للذهاب إلى الجامعة، وكأنني وجدت نفسي أخيرًا.

 

بدأت أشارك في الأنشطة الطلابية، وانضممت لفريق عمل في نادٍ خاص بريادة الأعمال. وفي أحد المشاريع الجامعية، قدمت خطة عمل لمطعم صغير يعتمد على فكرة مبتكرة، وحصلنا على المركز الأول. تلك اللحظة جعلتني أؤمن أن اختياري كان صحيحًا.

اليوم، بعد مرور عامين على هذا القرار، أستطيع القول إن تغيير المسار لم يكن نهاية، بل كان بداية جديدة. تعلمت أن الشغف هو ما يجعلنا نبدع، وأن الجرأة على اتخاذ القرارات الصعبة قد تكون هي الخطوة الأولى لتحقيق أحلامنا.