كان صباحًا عاديًا، أو هكذا خُيّل لي. استيقظت على ألم غريب في أسفل ظهري يمتد نزولًا كالسهم إلى ساقي اليمنى. لم أعره اهتمامًا في البداية، ظننت أن الأمر بسيط وسيزول بكوب قهوة وتمطيط خفيف، لكنني كنت مخطئًا.
فالألم لم يهدأ، بل بدأ يتمدد، يتسلل إلى كل لحظة في يومي، يمنعني من الجلوس طويلًا، يُربكني أثناء المشي، وحتى النوم أصبح معركة.

هكذا بدأت رحلتي مع عرق النسا.

لكن، لم أكن مستعدًا للاستسلام للأدوية وحدها. كنت أبحث عن حل يعالج السبب، لا يسكِّن العَرَض فقط. وبدأت رحلة من البحث، والفهم، والتجربة… رحلة علاج طبيعية بالكامل.

ما هو عرق النسا؟ وكيف يظهر؟

عرق النسا ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو عرض لأمرٍ أكبر: تهيّج أو ضغط على العصب الوركي، الذي يمتد من أسفل الظهر مرورًا بالأرداف حتى أسفل الساق.
وفي حالتي، كان السبب غالبًا أحد الآتي:

• الجلوس لساعات طويلة خلف المكتب بوضعية خاطئة.

• انزلاق غضروفي بسيط بسبب حركة مفاجئة أثناء رفع صندوق ثقيل.

• ضعف عضلات الظهر والبطن بسبب قلة التمارين.

• وربما أيضًا الضغط النفسي والإجهاد، اللذين تجاهلتهما طويلًا.

قراري: أقاومه طبيعيًا

بدلًا من الاعتماد فقط على المسكنات، قررت أن أخوض تجربة علاجية طبيعية. لا أقول إنها كانت سهلة، لكنها كانت فعالة… وهذه بعض الخطوات التي التزمت بها:

التمارين اليومية

بدأت بروتين بسيط من تمارين التمدد – مرتين يوميًا – يركز على أسفل الظهر، الحوض، وأوتار الركبة. كانت البداية مؤلمة، لكن مع الوقت شعرت بأن الألم يذوب شيئًا فشيئًا.

الحرارة والبرودة

تناوبت بين كمادات ساخنة لتخفيف التوتر العضلي، وكمادات باردة لتقليل الالتهاب.

تعديل نمط الحياة

• قللت وقت الجلوس واستخدمت مكتبًا قابلاً للوقوف.

• غيرت وضعية النوم، واضطررت للتخلي عن فراشي القديم.

• تعلمت أن أرفع الأشياء الثقيلة باستخدام ركبتيّ وليس ظهري.

الزيوت الطبيعية والتدليك

استخدمت زيت الزنجبيل مع زيت جوز الهند لتدليك المنطقة يوميًا، وأضفت جلسة تدليك احترافي أسبوعيًا لتحفيز الدورة الدموية وتخفيف الضغط العصبي.

بعد 6 أسابيع…

بدأت ألاحظ الفرق الحقيقي. لم يعد الألم يوقظني ليلًا، واستعدت قدرتي على المشي والنوم والجلوس بلا معاناة. وبعد 3 أشهر من الالتزام الكامل، اختفى الألم تمامًا.

لكن الأهم من ذلك: اكتسبت عادات وقائية أحافظ عليها حتى اليوم.

كيف أقي نفسي الآن من عرق النسا؟

• أمارس تمارين الظهر والبطن 3 مرات أسبوعيًا.

• أتحرك كل ساعة عند العمل.

• أستخدم كرسيًا طبيًا ومخدة لدعم الفقرات القطنية.

• أحافظ على وزن صحي ونظام غذائي مضاد للالتهابات.