تجربتي في عمل بيرسنج

 

في صباح أحد الأيام الصيفيّة في القاهرة، قررتُ أن أشرع في مغامرة لم أمر بها من قبل: أخذ وشم ثقب في أذني العليا وثقب في أنفي معاً. كان قلبي يدق بشدّة، مزيج من التوتر والحماس.

بعد رحلة على الميكروباص، وصلت إلى صالون صغير مختص في وسط القاهرة. الجوّ كان محمّلًا بروائح تعقيم خفيفة وصور مُزينة على الجدران لأشكال مجوهرات مذهلة. استقبلتني “دانية”، الفتاة صاحبة الصالون، بابتسامة ودودة، وبدأت تشرح لي بأسلوب مهني كل خطوة، بداية من اختيار المعادن (كالتيتانيوم أو الفولاذ الجراحي) وحتى التعليمات حول العناية والنظافة

جلستُ على الكرسي وقد مزّقت الخارطة الذهنية لقلقي. نظرتُ في المرآة وشعرتُ برعشة. دانية وضعت علامة صغيرة باللون الأزرق، وسألتني: “هل تشعر بالألم؟” لم أجب، لكن قلبي قال نعم.

ألقت بعبارة مهدئة وأنا أتنفّس بعمق. مع الزفير، سُمعت تلك الطعنة السريعة — شعرت بحرقان وخفقان في الأذن، ثم نفس الشيء بسرعة في أنفي. الألم لم يستمر سوى ثوانٍ، وخلالها حاولت أن أبقى ثابتًا — وبالفعل، لم يكن الأمر كما كنت أتخيل.

في الأيام التالية، جاء التحدي الحقيقي: الأذن تحمّلت شعورًا غريبًا مثل شد خفي، والأنف كان يؤلمني قليلاً عند التنفس. لكن مع الغسولات مالحة الباردة، وجليد خفيف، بدأ الالتهاب ينحسر

بعد أسبوع، كدت أقترب من جمال التورمل — لكن عندما حاولت تبديل الحلق، اكتشفت أن الحلق الجديد كان ضيقًا جداً. الألم عاد، وقررت أن أشتري حلقًا أكبر وأجلبيتريك معدنية. وفجأة، اختفى الألم عندما أصبحت القطعة تناسب المكان تمامًا

أثناء مكوثي في الصالون، سمعت زبونة أخرى تحكي قصتها: كانت تُعاني من انفصال الإبرة بعد أسبوع من تركيبها بالخطأ على سطح الغضروف وليس من الداخل. تسبب لها ذلك بصداع ليلي مستمر وألم أثناء المضغ. بعدها انتقلت لمحترفة تثق بها، مما أنقذ الموقف

بعد الشفاء الكامل، نظرت إلى المرآة: أثنان من الثقوب الصغيرة — بثقة جديدة. لم يكن الأمر مجرد زخرفة، بل رمزًا للمغامرة، الشجاعة، وربما استقلالية جديدة. الحَلي كان مزيجًا من الأبيض الشفاف للأنف والمعدن البراق للأذن، لامسان شخصيتي، وأنا أمشي في شوارع القاهرة وأنا أدور برأسي وأبتسم.

العبرة الاستعداد والتثقيف عن طرق التعقيم، بعد العناية، اختيار محترف موثوق

تجربتي تذكّرني بشدة قصة دخول امرأة لصالون ثقة حيث استُعملت إبرة قاتلة (gun) في أعمال تجارية كبيرة مثل Claire’s وتسبّبت في تهيّج مستمر → تعلمت أن استخدام الإبرة الاحترافية دائمًا هو الأفضل

 

كما رأيت ممن أجرى ثنائية مزدوجة لي وتم نزعها لاحقًا بعد أسبوع بسبب الالتهاب الشديد— مما ساهم في اتخاذ قراري بالاهتمام الكبير بمرحلة الشفاء والعناية