تجربتي مع قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة: طمأنينة لا تُوصف
كنت في فترة من حياتي أشعر وكأنني أعيش على حافة الهاوية، ليس بالضرورة من الخارج، لكن داخليًا. توتر دائم، قلق لا يهدأ، وكأنني أركض بلا نهاية في طريقٍ مظلم لا أعرف ملامحه. كنت أصلّي، نعم، لكن قلبي لم يكن حاضرًا كما ينبغي. أؤدي الفريضة، وأسرع في إنهائها، ثم أعود إلى طوفان مشاغلي وأفكاري، ظنًّا مني أن الوقت لا يسعفني، وأنني أملك السيطرة على كل شيء… ويا لغروري.
في أحد الأيام، كنت أزور والدتي، امرأة عجوز بوجه هادئ يشعّ نورًا. وبينما كانت تسبّح بهدوء بعد الصلاة، نظرت إليّ وسألتني:
“بتقري آية الكرسي بعد الصلاة؟”
أجبتها بتردد: “مش دايمًا يعني… أوقات بنسى.”
ابتسمت وقالت: “إنت محتاجها أكتر من أي حاجة، جرب تلتزم بيها وهتشوف.”
كأن كلامها مسّ شيئًا في قلبي. من يومها، بدأت أقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة، في البداية بتكاسل، ثم بتحفّظ، ثم بشغف.
مرت أيام قليلة، وبدأت ألاحظ شيئًا غريبًا.
القلق؟ أصبح أهدأ.
النوم؟ صار أعمق وأريح.
الأحلام المزعجة التي كانت تزورني كل ليلة تقريبًا؟ اختفت.
المواقف التي كانت تُربكني؟ أصبحت أواجهها بثبات غريب.
كنت أقرأها وأشعر أنني أُحاط بجدار من الطمأنينة لا يُرى، لكن يُحَسّ. لم أعد أخاف، لم أعد أشعر أنني وحدي. كنت كلما أنهيت الصلاة وجلست أرددها، أشعر وكأنني أودع يومي في يد الله، وأُسلّم أمري له دون تردد.
وفي مرة، نسيت قراءتها بعد العصر، وفي المساء شعرت بضيق غريب، توتر مفاجئ، بلا سبب. تذكرت أنني لم أقرأ آية الكرسي، فوقفت وتوضأت، وصليت ركعتين، وختمتهما بآية الكرسي.
والله، لم تمر دقائق حتى زال الضيق، وعاد قلبي ساكنًا كما كان.
لم تكن مجرد كلمات أرددها، بل كانت مفتاحًا للحماية، للسكينة، للثبات. لم أعد أخشى الليل، ولا المستقبل، ولا نفسي.
فوائد شعرت بها بنفسي:
حماية حقيقية من الوساوس والكوابيس.
طمأنينة في القلب لا توصف.
ثبات نفسي وعقلي أمام المواقف الصعبة.
راحة عند النوم واستيقاظ بنشاط.
شعور دائم أن الله معي في كل لحظة.
نصيحتي لك:
قد تظن أن آية الكرسي مجرد آية… لكنها درع.
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ:
“من قرأ آيةَ الكرسيِّ دُبرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ لم يمنعه من دخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يموتَ”
رواه النسائي وصحّحه الألباني في “صحيح الجامع” حديث رقم 6464
قد تراها قصيرة… لكنها باب من أبواب السماء.
الزمها بعد كل صلاة، ولو ليومين فقط، وراقب قلبك كيف يتغير، ونفسك كيف تطمئن.