تجربتي في قراءة سورة الكهف كل جمعة

 

لم اكن أدرك في بداية الأمر فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، كنت أسمع بين الحين والآخر عن الأحاديث التي تبين فضلها، مثل قول النبي ﷺ: “من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”، ولكنني لم أكن ألتزم بقراءتها بشكل منتظم.

 

في يوم من الأيام، مررت بمرحلة صعبة في حياتي، شعرت فيها بقلق شديد وضغط نفسي كبير، وكانت روحي تفتش عن السكينة والطمأنينة. وقتها نصحتني صديقة قريبة مني قائلة: “جربي قراءة سورة الكهف كل جمعة، ستشعرين بفرق عجيب في حياتك وقلبك.”

 

قررت أن أجرب بنية صادقة، وفي أول جمعة جلست بعد صلاة الفجر، فتحت المصحف، وبدأت أقرأ سورة الكهف بتأنٍّ وتدبر. منذ الآيات الأولى شعرت بشيء لم أعهده من قبل، شعرت وكأن السورة تخاطبني شخصياً، تعلمني الصبر، وتذكرني بقدرة الله، وتحذرني من الفتن. كل قصة فيها كانت تحمل درساً عميقاً:

 

قصة أصحاب الكهف أعطتني يقيناً أن الثبات على الدين هو النجاة الحقيقية.

 

قصة موسى والخضر علمتني الصبر على ما لا أفهمه من أقدار الله.

 

قصة ذي القرنين بينت لي قيمة العمل للخير ونصرة المستضعفين.

 

بعد أن انتهيت من القراءة، شعرت براحة عجيبة وكأن حملاً ثقيلاً قد أزيح عن صدري. ومنذ ذلك اليوم، قررت أن أجعلها عادة أسبوعية لا أفرط فيها مهما كانت الظروف.

 

التغيرات التي لاحظتها بعد المداومة:

راحة قلبية ونور في الوجه: لاحظت أن يوم الجمعة يصبح مليئاً بالسكينة والبركة.

 

حماية من الفتن: شعرت بقوة في مقاومة وساوس النفس والشيطان.

 

بركة في الوقت: يوم الجمعة أصبح أكثر إنتاجية وهدوءاً.

 

تقرب من الله: كل آية كانت تزيدني إيماناً ويقيناً.

 

نصائح للاستمرار على قراءة سورة الكهف:

اجعلها عادة ثابتة: خصص وقتاً محدداً كل جمعة للقراءة، مثل بعد الفجر أو قبل صلاة الجمعة.

 

اقرأ بتدبر لا بسرعة: حاول أن تفهم المعاني والدروس الموجودة في السورة.

 

استمع لتفسيرها: تخصيص وقت خلال الأسبوع للاستماع إلى دروس عن سورة الكهف يعمق فهمك لها.

 

شارك الأجر مع أهلك: اجعلها عادة تقرؤها مع عائلتك أو تذكرهم بها.

 

فوائد قراءتها يوم الجمعة:

نور يمتد بين الجمعتين كما جاء في الحديث الشريف.

 

وقاية من فتنة المسيح الدجال.

 

تذكير عظيم بقصص تحمل معاني الصبر واليقين.

 

تقوية العلاقة مع القرآن الكريم.

 

اليوم، وبعد مرور شهور وسنين على مداومتي على قراءة سورة الكهف كل جمعة، أصبحت هذه السورة بمثابة موعد أسبوعي مع الطمأنينة

. حتى إنني أشعر أن يوم الجمعة بدونها ناقص، وكأنني فقدت شيئاً عظيماً.