تجربتي مع علاج الضغط العالي

كنتُ أعيش حياةً عادية، لا ألقي بالًا لما آكله أو أشربه، ولا أعير اهتمامًا للنوم أو التوتر أو حتى الرياضة. ومع مرور السنوات، بدأت أشعر بتعبٍ غريب: صداع دائم، نبض سريع، وعصبية من أقل الأسباب.

في أحد الأيام، شعرت بدوخة شديدة وأنا في عملي، وصعوبة في التركيز. نصحني زميلي أن أقيس ضغطي، وبالفعل ذهبت إلى الصيدلية لأفاجأ بأن ضغطي 170/100. لم أُصدق في البداية، فأعدت القياس في عيادة الطبيب، وكانت النتيجة نفسها.

قال لي الطبيب بهدوء: “أنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم المزمن، ويجب أن تبدأ العلاج فورًا.”

 

كانت تلك الجملة صادمة بالنسبة لي. كنت أظن أن ارتفاع الضغط يصيب كبار السن فقط، وأنا لم أتجاوز الخامسة والأربعين. لكن الحقيقة أن الضغط لا يعرف عمرًا، بل يعرف نمط حياة.

بداية العلاج:

بدأ الطبيب بإعطائي دواء يومي، أتناوله صباحًا. وأوصاني بعدة تغييرات في أسلوب حياتي، أهمها:

 

تغيير النظام الغذائي:

توقفت عن أكل المخللات، والوجبات السريعة.

بدأت أتناول الخضار الطازجة والفواكه.

قللت الملح بشكل كبير، حتى أصبحت أطباقي باهتة الطعم في البداية، لكني تعودت.

الرياضة:

بدأت بالمشي يوميًا 30 دقيقة.

 

لاحظت فرقًا كبيرًا في نشاطي وحالتي النفسية.

. التقليل من التوتر:

تعلمت أن أقول “لا” لما يرهقني.

خصصت وقتًا للتأمل أو الاستماع للموسيقى الهادئة.

النوم الجيد:

ضبطت مواعيد نومي، وتجنبت استخدام الهاتف قبل النوم.

النوم الكافي جعل ضغطي أكثر استقرارًا.

. الالتزام بالدواء:

كنت آخذ الدواء يوميًا في موعده.

أجريت تحليل دم دوري لقياس الكوليسترول وLDL.

النتيجة بعد 6 أشهر:

ذهبت للطبيب بعد ستة أشهر من الالتزام، فوجد أن ضغطي أصبح 130/80، وتحاليل الدم كلها في النطاق الطبيعي. قال لي الطبيب مبتسمًا:

“أنت الآن في الطريق الصحيح، المهم أن تستمر.”

 

نصائح من قلبي لمن يعاني من الضغط العالي:

لا تستهِن بالأعراض الصغيرة كالدوخة أو الصداع.

راقب ضغطك بانتظام.

التغيير يبدأ من المطبخ.. قلل الملح والزيوت.

لا تهمل المشي، فالحركة حياة.

لا تخجل من قول “أنا متعب” أو “أحتاج راحة”.

تذكّر أن الوقاية خير من العلاج.

الآن، وبعد مرور أكثر من عام، أشعر بأنني شخص مختلف، تعلمت أن الصحة ليست شيئًا نملكه بل مسؤولية نحميها. ارتفاع الضغط لم يعد يخيفني، لأنني أصبحت أواجهه بالعقل، والانضباط، والإيمان أن التغيير ممكن.