تجربتي مع قراءة سورة البقرة يوميًا:
لم أتصور يومًا الالتزام بقراءة سورة البقرة يوميًا سيكون له هذا الأثر الكبير في حياتي.
أنا ياسمين، 29 سنة. حياتي كانت “عادية”، على الأقل من الخارج. متزوجة، عندي بنت صغيرة، لكن جوايا كنت متدمرة. كنت بصحى كل يوم بتعب نفسي غريب… خنقة، ضيق صدر، أفكار سودا…
أوقات أصحى من النوم بدموع على خدي ومش فاكرة حتى أنا كنت بحلم بأيه.. جوزي كان بيحبني، لكن فجأة بقى فيه برود كبير بينّا، مشاكل يومية، حتى وهو ساكت كنت بحس بكراهية غريبة في البيت.
الأغرب؟ بنتي الصغيرة (٣ سنين) كانت بتصحى من النوم تصرخ، تقول “فيه حد بيبصلي من فوق السقف”…
وأنا أكيد كنت بقول: “خيال أطفال”… بس اللي حصل بعد كده خلاني أعرف إن في شيء مش طبيعي.
في ليلة معينة، وأنا بصلي، حسّيت بخوف شديد… كأن في حد واقف ورايا.
قُمت بسرعة، دخلت أوضتي وقفلت الباب، وفضلت أعيط وكنت بكلم أختي الكبيرة، قالت لي:
“اقري سورة البقرة، كل يوم، مهما كنتي تعبانه.”
أنا كنت بعيدة شوية عن القرآن، لكن كان جوايا صوت بيقولي:
“جربي… هو إنتي خسرانة إيه؟”
وبدأت…
🌙 اليوم الأول:
قعدت ساعتين عشان أقرأها كاملة. كنت بقطع، وأبكي، وأرجع أكمل. حسّيت بثقل رهيب، كأني بحارب شيء مش شايفاه.
في آخر السورة، دموعي نازلة، وقلبي بيرتاح لأول مرة من شهور.
🌙 اليوم الثالث:
وأنا بقرأ، حسّيت إن الجو في الشقة اتغير… بقي فيه سكون… بس مش خوف. كان فيه راحة.
بنتي نامت أول مرة بدون كوابيس.
أنا نمت نوم هادئ جدًا، وصحيت بدون صداع أو ضيق.
🌙 اليوم السابع:
جوزي رجع من الشغل بص ليا وقال:
“أنتي متغيرة.”
سألته: “يعني إيه؟”
قال: “فيكي نور… كأن فيك حاجة بتنور البيت.”
وأنا ابتسمت… وأنا عارفة السر.
🌙 الأسبوع الثالث:
بدأت أحس إن الرزق بيتفتح.
طلبات من شغلي بدأت تيجي فجأة، عروض شغل وأنا أصلاً ما كنتش بدوّر.
نظرة الناس ليا اتغيرت.
حياتي الزوجية بقت أهدى، وأكتر دفء.
🌙 الشهر الأول:
كنت خلاص… اتعلقت بسورة البقرة. بقيت لما أتأخر عن قراءتها أحس بفراغ.
كأن قلبي بيصرخ ويقول: “ارجعي… اقريها.”
اللي كان بيحصللي غالبًا كان بسبب حسد أو عين أو حتى مس…
سورة البقرة غيّرت حياتي.
مش بس راحت الأحلام والضيق، لكن نورها ملأ بيتي وقلبي.
السورة طويلة وتحتاج وقت وتركيز، لكن قلت لنفسي: “لو خصصت لها وقتًا كل يوم، حتى لو قرأتها على أجزاء، هالتزم. وده فعلا اللي حصل وحاليا لو مقراتهاش بقيت احس بفراغ فاليوم وكأن حاجه ناقصة! حسيت براحة غريبة، مش عارفة أوصفها، كأن في سكينة بتنزل على قلبي، وبقيت أنام أهدى، ومفيش كوابيس.
نصيحتي لأي حد حاسس إنه تايه أو مضغوط أو حتى عايز يقرب من ربنا: جرب تقرأ سورة البقرة يوميًا، مش شرط كلها مرة واحدة، قسمها، لكن استمر.
سورة البقرة ليست فقط سورة طويلة في القرآن، بل هي حصن واقٍ من كل شر، سواء محسوس أو غير محسوس. فيها نور، فيها بركة، وفيها سلاح لا يُقهر ضد الشيطان.
قال النبي ﷺ: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة.” — صحيح مسلم.