رحلتي في الشفاء من خشونة الركبة

قصتي مع خشونة الركبة بدأت في مرحلة لم أكن أتوقعها. كنت في أوائل الأربعينيات من عمري، أمارس رياضة كرة القدم بانتظام، وأشعر أنني في قمة لياقتي البدنية. في البداية، لاحظت أن ركبتي اليمنى بدأت تؤلمني قليلًا بعد المباريات الطويلة. كنت أظنها مجرد إجهاد عضلي بسيط سيزول بالراحة، لكن الألم أصبح تدريجيًا رفيقًا يوميًا.

 

الأعراض التي غيرت حياتي

تطورت الأعراض لتصبح مزعجة جدًا. الألم لم يعد يقتصر على ما بعد الرياضة فقط، بل أصبح موجودًا حتى عند المشي العادي أو صعود السلالم. كنت أسمع صوت طقطقة في الركبة مع كل حركة، وأحيانًا كان يصاحب ذلك تورم خفيف. أصبحت أجد صعوبة في أداء أبسط المهام مثل الجلوس والوقوف، وأي محاولة لأداء الرياضة كانت تزيد من حدة الألم.

أثرت هذه الأعراض على حياتي بشكل كبير. توقفت عن ممارسة كرة القدم، وأصبحت أتجنب المشي لمسافات طويلة. شعرت باليأس والإحباط، وأدركت أنني بحاجة إلى حل جذري.

 

أسباب خشونة الركبة:

 

بعد زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة، تم تشخيص حالتي بـخشونة الركبة شرح لي الطبيب أن هذه الحالة تحدث عندما يتآكل الغضروف الذي يغطي نهايات العظام في مفصل الركبة. هذا الغضروف يعمل كوسادة طبيعية لامتصاص الصدمات، ومع تآكله، تبدأ العظام بالاحتكاك ببعضها البعض، مما يسبب الألم والتورم.

أخبرني الطبيب أن هناك عدة عوامل أدت إلى حالتي:

  • العمر: مع التقدم في السن، يقل إنتاج الغضروف وتتدهور جودته.
  • الإجهاد المتكرر: سنوات طويلة من ممارسة الرياضات عالية التأثير مثل كرة القدم أثرت سلبًا على المفصل.
  • الوزن الزائد: حتى لو لم أكن أعاني من السمنة المفرطة، فإن زيادة الوزن حتى ولو كانت قليلة تزيد الضغط على الركبتين بشكل كبير.
  • الإصابات السابقة: تعرضت لإصابات طفيفة في الركبة خلال ممارستي للرياضة، والتي قد تكون ساهمت في تدهور حالة الغضروف.

 

رحلة العلاج والوقاية

 

بدأت رحلة العلاج باتباع خطة متكاملة وضعها لي الطبيب. كان الهدف ليس فقط تخفيف الألم، بل أيضًا إبطاء تآكل الغضروف والحفاظ على مرونة المفصل.

العلاج الطبيعي والتمرينات: كان العلاج الطبيعي هو حجر الأساس في علاجي. أخصائي العلاج الطبيعي وضع لي برنامجًا خاصًا لتقوية العضلات المحيطة بالركبة (مثل عضلات الفخذ الأمامية والخلفية)، مما يقلل من الضغط على المفصل. تعلمت أيضًا تمارين الإطالة التي تساعد على تحسين مرونة المفصل.

تعديل نمط الحياة والوزن: أدركت أن الوزن الزائد هو عدوي الأول. قمت بتغيير نظامي الغذائي واتباع حمية صحية، ونزلت بضعة كيلوجرامات، وشعرت بفارق كبير في مستوى الألم. كما استبدلت الرياضات عالية التأثير مثل كرة القدم بالسباحة والمشي السريع، فهما رياضتان لا تسببان ضغطًا كبيرًا على المفاصل.

العلاج الدوائي والمكملات الغذائية: وصف لي الطبيب بعض المسكنات ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الألم والتورم. كما نصحني بتناول مكملات غذائية تحتوي على الجلوكوزامين والكوندرويتين، والتي يعتقد أنها تساعد في دعم صحة الغضاريف.

الحفاظ على الوقاية: أدركت أن الوقاية خير من العلاج. أصبحت أتبع بعض القواعد البسيطة في حياتي اليومية:

  • الاحماء قبل أي نشاط رياضي لتجهيز المفاصل والعضلات.
  • تجنب الجلوس بوضعيات خاطئة لفترات طويلة.
  • ارتداء أحذية مريحة وداعمة.
  • الحفاظ على وزن صحي لتجنب الضغط الزائد على الركبتين.