لم تكن رحلتي مع الشعر المجعد سهلة على الإطلاق. فمنذ صغري، كان شعري مصدر إزعاج دائم، فهو مجعد ومتطاير، وكثيرًا ما كان يصعب عليّ تصفيفه. كنت أحلم بشعر أملس وناعم، وكنت أغبط الفتيات اللاتي يمتلكن شعرًا منسدلًا ولامعًا.
دفعتني رغبتي هذه إلى تجربة كل الطرق المتاحة، من استخدام مكواة الشعر بشكل يومي، إلى تجربة كريمات فرد الشعر الكيميائية التي لا نهاية لها. كانت النتائج في البداية مرضية، لكن سرعان ما بدأت تظهر الآثار السلبية. أصبح شعري جافًا وهشًا، وبدأت ألاحظ تساقطه بشكل ملحوظ. أدركت حينها أنني أسير في الطريق الخطأ، وأن جمال الشعر لا يمكن أن يأتي على حساب صحته.
بعد أن فقدت الأمل في المنتجات الكيميائية، قررت أن أبحث عن حلول طبيعية وسهلة لفرد شعري دون إتلافه. كانت أولى خطواتي هي البحث عن وصفات منزلية، واستشارة بعض الخبراء في مجال العناية بالشعر. اكتشفت أن هناك العديد من المكونات الطبيعية التي يمكن أن تساعد على فرد الشعر وترطيبه، ومن أهمها:
زيت جوز الهند: يعتبر من أفضل الزيوت للشعر، فهو غني بالأحماض الدهنية التي ترطب الشعر وتغذيه بعمق.
زيت الزيتون: يحتوي على مضادات الأكسدة والفيتامينات التي تعزز صحة الشعر وتمنحه لمعانًا طبيعيًا.
الصبار (الألوفيرا): يساعد على ترطيب الشعر وتنعيمه، ويقلل من التجعد.
بدأت بتطبيق ماسك طبيعي يتكون من زيت جوز الهند والصبار. كنت أخلط كمية متساوية من الزيت والصبار، وأضعها على شعري وفروة رأسي، وأتركها لمدة ساعة قبل غسلها بالشامبو. كانت النتائج مذهلة! لم يصبح شعري أملس تمامًا مثل الشعر المفرود كيميائيًا، ولكنه أصبح أكثر نعومة وانسيابية، وقل التجعد بشكل كبير.
بعد فترة، قررت أن أجرب ماسكًا آخر يتكون من زيت جوز الهند وزيت اللوز الحلو. كنت أقوم بتدفئة الزيوت قليلاً، ثم أضعها على شعري، وأقوم بتغطيته بمنشفة دافئة لمدة نصف ساعة. كان هذا الماسك يعطي شعري ترطيبًا عميقًا، ويجعله أكثر لمعانًا وسهولة في التصفيف.
نصائح أخرى
أدركت أن العناية بالشعر لا تقتصر على استخدام الماسكات فقط، بل تشمل أيضًا عادات يومية بسيطة:
استخدام الشامبو والبلسم المناسبين: اخترت منتجات خالية من السلفات والبارابين، والتي تحتوي على مكونات مرطبة.
تجنب الماء الساخن: كنت أغسل شعري بالماء الفاتر لتجنب جفافه.
تجنب التجفيف بالهواء الساخن: كنت أترك شعري يجف بشكل طبيعي قدر الإمكان، أو أستخدم مجفف الشعر على درجة حرارة منخفضة.
تمشيط الشعر بلطف: استخدمت مشطًا واسع الأسنان، وكنت أقوم بتمشيط شعري بلطف من الأطراف إلى الجذور لتجنب تكسره.
بعد عدة أشهر من الالتزام بهذه العادات، أصبح شعري أكثر صحة وحيوية. لم أعد أبحث عن شعر أملس تمامًا، بل أصبحت أقدر جمال شعري الطبيعي، وأعتني به بكل حب واهتمام. كانت هذه التجربة درسًا لي، أدركت من خلاله أن الجمال الحقيقي يكمن في الاهتمام بالصحة، وأن العناية بالشعر بطرق طبيعية هي أفضل استثمار يمكنني القيام به.