بدأت قصتي مع السرطان في يوم تبدو فيه الحياة عادية ككل الأيام، حين تلقيت تشخيصًا صادمًا هزّ كياني وأعاد ترتيب أولوياتي. كان السرطان قد اخترق جسدي، لكنه لم يخترق إرادتي. في البداية، شعرت بالخوف والارتباك، وكأن الأرض قد زلزلت تحت أقدامي، وأصبح المستقبل غامضًا لا أعرف ما يحمله لي.
مرت بي لحظات صعبة غلبت فيها المشاعر المتناقضة: حزن على فقدان الصحة، لكنّ شعلة أمل لم تنطفئ بداخلي. قررت أن لا أستسلم، وأن أخوض هذه المعركة بكل قواي. بدأت رحلة العلاج التي كانت مليئة بالتحديات؛ جلسات الكيماوي، الآلام، التعب النفسي والجسدي، وتحولات المزاج المتقلبة. كل يوم كان اختبارًا جديدًا، وكل لحظة صمود كانت انتصارًا صغيرًا يقربني من النور.
خلال تلك الرحلة، تعلمت الكثير عن نفسي: عن قوّتي الداخلية التي لم أكن أعرفها، عن أهمية الدعم من عائلتي وأصدقائي الذين كانوا السند الحقيقي لي. لم أكن وحيدًا في هذه المحنة، بل كنت محاطًا بحب لا ينقطع، ودعاء لا يكف عن الصعود إلى السماء.
قرأت كثيرًا عن المرض، وقرأْت القرآن الكريم، واستوحيت طاقتي من الإيمان والتوكل على الله، الذين أصبحا درعي الواقية من اليأس. بدأت أغيّر نمط حياتي، أكثر حرصًا على صحتي النفسية والجسدية، وأخذت أمارس تمارين بسيطة وتنفسًا عميقًا، وأحرص على تناول الغذاء الصحي.
مرت الأشهر، وبدأت التحاليل تظهر تحسنًا بفضل إرادتي وعزيمتي، ومع دعم الأطباء والتقنية الطبية الحديثة، تمكنت من تجاوز المراحل الخطيرة. شعرت أن اللقاحات والعلاجات الكيميائية لم تكن سوى أدوات يسخرها الله ليتم صنع المعجزة في جسدي.
لكن الأهم من كل ذلك كان تغيّر نظرتي للحياة؛ أدركت أن السرطان لم يكن فقط عدوًا، بل معلمًا قاسيًا جعلني أعيد ترتيب أولوياتي، وأقدر اللحظات الصغيرة، وأسعى للعيش بقلب ممتن رغم كل شيء.
اليوم، وبعد سنوات من النضال، أنا أقف منتصرًا على هذا المرض اللعين، لكني أمد يدي لكل من يكافح ليقول لهم: لا تفقدوا الأمل، القوّة الحقيقية في داخلكم، وأن لا شيء أعظم من الإرادة والإيمان.
دروس من تجربتي مع السرطان:
«الإيمان والدعم النفسي هما جناحا الشفاء»
«العودة للحياة تبدأ بخطوة صغيرة، بالصبر والأمل»
«تقبل المرض لا يعني الاستسلام، بل القتال بحكمة»
«التغذية الصحية وممارسة الرياضة تساعد على بناء قوة داخلية»
«الحب والتواصل مع الأسرة والأصدقاء يشكلان درعًا معنويًا لا يقدر بثمن»