كيف بدأت مشروع صغير وغيّر حياتي

كنت دائما افكر في امتلاك مشروعي الخاص، منذ كنت صغيرة وأنا أراقب والدتي وهي تخبز الكعك في المناسبات وتبيعه لجاراتنا، كنت أرى في عينيها شيئًا من الفخر رغم التعب. كنت أقول لنفسي دائمًا: “يومًا ما، سأكون أنا صاحبة مشروع كبير، أُبدع فيه وأعيش منه بكرامة.”

لكن الحياة لم تكن سهلة. بعد التخرج من الجامعة، ظللت أبحث عن وظيفة تناسب دراستي لأشهر طويلة دون جدوى. شعرت بالإحباط، وبدأت فكرة المشروع تعود إلى ذهني، لكن هذه المرة ليست حلمًا، بل كخيار حقيقي.

في البداية، لم أكن أملك رأس المال الكافي، ولا الخبرة في إدارة مشروع، فقط كان لدي شغف كبير بصناعة الإكسسوارات اليدوية، فقد كنت أصنعها كهواية منذ سنوات، وأهديها لصديقاتي. كنّ يقلن لي دائمًا: “لماذا لا تبيعي هذه القطع؟ إنها مميزة جدًا!”… لكنني كنت أضحك وأقول: “مجرد هواية.”

ذات ليلة، وأنا أتصفح الإنترنت، صادفت فيديو قصير لفتاة بدأت مشروعها من الصفر من غرفة نومها، ونجحت. أُصبت بقشعريرة. كأن الفيديو يخاطبني. في تلك اللحظة، اتخذت القرار: سأبدأ، حتى لو بخطوة صغيرة.

بدأت برأس مال بسيط جدًا، اشتريت بعض الخرز والخيوط والأدوات، وجلست على مكتبي الصغير، وصنعت أول مجموعة من الأساور والقلادات. صورتها بهاتفي، وفتحت صفحة على إنستغرام، وأسميتها: “لمستي”.

في البداية، لم يكن هناك تفاعل كبير. كنت أنشر كل يوم، وأتلقى إعجابات معدودة. أحيانًا كنت أُحبط، لكن في داخلي كان صوت يقول: “اصبري، كل بداية صعبة.” وفعلاً، بعد أسبوعين، جاءت أول رسالة من زبونة تسأل عن سعر قطعة. كانت فرحتي لا توصف، وكأنني بعت آلاف القطع.

ثم جاءت أول طلبية، ثم الثانية، وبدأت أرى اسمي ينتشر بين الفتيات، وصديقات الزبائن يطلبن مني أيضًا. كل قطعة كنت أُرسلها كانت تحمل معها بطاقة صغيرة كتبت عليها: “شكراً لأنكِ اخترتِ لمستي وقد علّق كثير منهن أن هذه اللمسة جعلتهن يشعرن بالتميّز.

لكن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود.

في أحد الشهور، لم أبع أي قطعة. كدت أستسلم. شعرت أنني أتعب بلا مقابل، خاصة حين بدأت أُقارن نفسي بمشاريع أخرى أكبر مني. ولكن، بدلًا من أن أنسحب، قررت أن أطور نفسي. التحقت بدورة تسويق إلكتروني، وتعلمت كيف أُصوّر المنتجات بشكل جذاب، وكيف أستهدف الجمهور الصحيح.

ومع الوقت، بدأت ألاحظ فرقًا كبيرًا. ازدادت الطلبات، وبدأت أرباحي تكفي لأُعيد استثمارها، بل واشتريت آلة تغليف صغيرة، وطورت التغليف ليتماشى مع ذوق الزبائن.

مرت سنة، وفي ذكرى افتتاح صفحتي، نظرت لما وصلت إليه. أصبح لدي أكثر من 10 آلاف متابع، ومبيعاتي في تحسن، وبدأت أُفكر في توسيع المشروع ليشمل حقائب صغيرة مصنوعة يدويًا.

لكن الإنجاز الأكبر لم يكن الأرباح أو المتابعين، بل الثقة التي اكتسبتها في نفسي.

لقد بدأت من لا شيء، فقط بفكرة، وشغف، ورغبة في إثبات أنني أستطيع. لم يكن لدي دعم مالي كبير، ولا خبرة سابقة، فقط كنت أؤمن أن كل امرأة تملك بداخلها قدرة على خلق شيء جميل يخصها.

لا تنتظر الوقت المناسب، ولا تظن أن البداية لا تليق بك. ابدأ من حيث أنت، بما تملك، بما تعرف. الطريق ليس سهلاً، لكنه يستحق.

مشروعي الصغير غيّر حياتي، وربما مشروعك الصغير سيكون هو بابك الكبير نحو النجاح.