تجربتي في فص ثوم يومياً عالريق

لم أكن أتخيّل يومًا أن شيئًا صغيرًا مثل فصّ الثوم، الذي كنت أهرب من رائحته دائمًا، سيُحدث هذا التغيير الكبير في حياتي. بدأت الحكاية حينما قرأت مقالًا على الإنترنت يتحدث عن “فوائد الثوم على الريق”، وكان العنوان جذابًا جدًا: “فص واحد يوميًا قد يغيّر حياتك!”. ضحكت وقتها، لكن الفضول تغلّب على الشك، وقررت أن أجرّب.

في أول يوم، استيقظت باكرًا، غسلت وجهي وتوجهت مباشرة إلى المطبخ. أخذت فصًّا صغيرًا من الثوم، قشّرته وأنا أشعر بنوع من الخوف والاشمئزاز. وضعته في فمي وبدأت بمضغه… كانت لحظة لا تُنسى. الطعم حاد، والرائحة قوية بشكل لا يُحتمل، شعرت بحرارة تسري في فمي، وفي حلقي، وحتى أنفي، دمعت عيناي. شربت كوب ماء دافئ بعدها بسرعة، وكأنني أطفئ حريقًا.

في البداية، كنت أقول لنفسي: “لماذا أفعل هذا بنفسي؟” لكنّي قررت أن أستمر أسبوعًا فقط، ثم أقيّم النتيجة.

مرت الأيام الأولى بصعوبة. كنت أحاول أن أتناول الثوم دون أن أشمّه، وأحيانًا كنت أبلعه كاملًا بدون مضغ لتقليل المعاناة. وبدأت ألاحظ بعض التغيرات: أولًا، شعرت أنني أصبحت أخف، وأنّ معدتي لم تعد تنتفخ بعد الأكل كما كانت تفعل. الإمساك الذي كان يزعجني كثيرًا بدأ يخف، وبدأت أشعر أن جهازي الهضمي يعمل بسلاسة أكثر.

بعد أسبوعين، لاحظت أنّ بشرتي بدأت تتحسن! لم أكن أتوقع ذلك. الحبوب الصغيرة التي كانت تظهر من حين لآخر بدأت تختفي. كذلك، طاقتي خلال النهار أصبحت أعلى، وأصبحت أقل عرضة لنزلات البرد التي كانت تصيبني مع أي تغير طقس.

لكن كانت هناك مواقف محرجة… الرائحة! رائحة فمي كانت تسبب لي التوتر، وكنت أحاول دائمًا أن أستخدم النعناع أو أتناول البقدونس بعد الثوم مباشرة. ومع ذلك، كان البعض يلاحظ. ذات مرة، كنت في اجتماع عمل، وفجأة قال أحد الزملاء: “فيه ريحة غريبة في القاعة!” ابتسمت وأنا أغلي من الداخل، وأدركت أن الثوم أصبح جزءًا واضحًا من يومي.

استمريت على هذه العادة أكثر من شهرين، وأصبحت جزءًا من روتيني الصباحي. وبالرغم من الصعوبات، إلا أنني كنت أرى النتائج بوضوح: مناعة أقوى، هضم أفضل، نوم أعمق، ومزاج أكثر استقرارًا. حتى شعري – الذي كان يتساقط بكثرة – بدأ يتحسن.

في نهاية المطاف، أدركت أن الثوم ليس فقط “علاجًا شعبيًا”، بل كنز حقيقي من الطبيعة. ربما طعمه قاسٍ ورائحته نفاذة، لكنه يستحق التجربة.

واليوم، إن سألني أحد عن سرّ تحسّن صحتي ومزاجي، لن أتردد في القول:

“إنه فصّ ثوم… كل صباح على الريق!”

نصائح لتناول فص الثوم يوميًا على الريق:

1. ابدأ بكمية صغيرة

لو أول مرة، جرب نصف فص صغير لمدة يومين أو ثلاثة، لتتأكّد أن جسمك لا يتحسس منه.

بعدها زوّد الكمية تدريجيًا حتى توصل لفص كامل.

2. افرم أو اهرس الثوم وانتظر 10 دقائق

عند فرم الثوم أو هرسه، يتفاعل إنزيم معين وينتج مادة الأليسين، وهي المادة الفعالة الأساسية.

الانتظار 10 دقائق قبل الأكل أو البلع يزيد الفائدة الصحية.

3. بلعه أفضل من مضغه لتقليل الرائحة

مضغ الثوم يعطي فائدة أعلى لكن يسبب رائحة قوية جدًا.

بلعه بعد التقطيع الصغير مع ماء دافئ يُقلل من الرائحة ويسهّل الهضم.

4. اشرب كوب ماء دافئ بعده

يساعد على تخفيف الحدة في المعدة ويحميها، خاصة لو معدتك حساسة.

5. تجنّب تناوله على الريق لو عندك:

قرحة معدة أو التهاب في الجهاز الهضمي.

مشاكل في الكلى أو الكبد

 

6. ابتعد عن الثوم الصناعي أو المجفف

الثوم الطازج هو الأفضل دائمًا للحصول على أقصى فائدة.

 

7. لا تأكل أكثر من فص أو فصين يوميًا

الإكثار منه قد يسبب تهيج المعدة، صداع، أو حتى دوخة عند البعض.

 

8. تابع جسمك

لو لاحظت أعراض غريبة مثل دوار، حرقة شديدة، إسهال… قلل الكمية أو أوقفه مؤقتًا.

 

9. للتخلص من الرائحة:

امضغ أوراق البقدونس، أو اشرب شاي النعناع.

يمكن تناول تفاحة أو ملعقة زبادي بعد الثوم لتقليل الرائحة أيضًا.

ممكن تخلط الثوم المهروس مع ملعقة صغيرة عسل وتبلعه.

العسل يُلطّف المعدة ويقلل من حدة الطعم ويزيد الفوائد المناعية.