تجربتي مع تعرق اليدين

كانت يديّ تتعرقان بشكل مفرط، لدرجة أنني كنت أشعر وكأن قطرات الماء تتساقط منهما. هذه المشكلة أثرت على ثقتي بنفسي بشكل كبير. كنت أتجنب المصافحة عند مقابلة أشخاص جدد، وأشعر بالحرج الشديد. أصبحت الكتابة بالقلم صعبة، فالورق يبتل وتتلطخ الكلمات. حتى استخدام لوحة مفاتيح الكمبيوتر كان يمثل تحديًا، حيث كنت أترك آثارًا واضحة عليها.

لم تكن المشكلة جسدية فقط، بل كانت نفسية أيضًا. هذا القلق المستمر من تعرق يديّ أثر على حياتي الاجتماعية والمهنية. كنت أخشى من المواقف التي تتطلب الاحتكاك بالآخرين، وهذا الخوف كان يزيد من تعرقي، ويدخلني في حلقة مفرغة من التوتر والتعرق.

 

بعد ان أثرت هذه المشكلة على حياتي بشكل كبير، قررت زيارة الطبيب. أوضح لي أن حالتي تُعرف بـفرط التعرق الأساسي حالة طبية لا تتعلق بالتوتر أو الحرارة فقط، بل هي نتيجة لفرط نشاط الغدد العرقية في اليدين.

شرح لي الطبيب أن الجسم يفرز العرق للحفاظ على درجة حرارته. لكن في حالات مثل حالتي، فإن الغدد العرقية تستجيب بشكل مفرط لإشارات من الجهاز العصبي، مما يسبب إنتاج كميات كبيرة من العرق حتى في الظروف العادية. السبب الدقيق لهذا النشاط المفرط غير معروف بشكل كامل، لكنه قد يكون وراثيًا.

 

بدأت رحلة العلاج باتباع خطة متكاملة وضعها لي الطبيب، وقد شملت عدة خيارات:

1. مضادات التعرق الطبية: أول خطوة كانت استخدام مضادات تعرق قوية تحتوي على كلوريد الألومنيوم. هذه المنتجات تعمل على سد مسام الغدد العرقية مؤقتًا، مما يقلل من كمية العرق. كانت هذه الخطوة فعالة جدًا في البداية، ولكنها كانت تتطلب الاستخدام المنتظم.

2. العلاج الكهربائي (Iontophoresis): نصحني الطبيب بالعلاج الكهربائي، وهو جهاز يمرر تيارًا كهربائيًا خفيفًا عبر اليدين وهما مغمورتان في الماء. هذا التيار يثبط مؤقتًا عمل الغدد العرقية. كانت الجلسات تتطلب الصبر والالتزام، ولكن النتائج كانت ممتازة. لاحظت فرقًا كبيرًا في مستوى التعرق بعد بضعة أسابيع من الاستخدام المنتظم.

3. حقن البوتوكس: في بعض الحالات الأكثر شدة، قد يوصي الطبيب بحقن البوتوكس في اليدين. هذه الحقن تعمل على شل الأعصاب التي تحفز الغدد العرقية. هذا الخيار يوفر راحة لفترة طويلة (عدة أشهر)، ولكنه قد يكون مكلفًا ويحتاج إلى إعادة الحقن.

 

تعلمت من هذه التجربة أن تعرق اليدين ليس مجرد مشكلة عابرة، بل هو حالة طبية يمكن علاجها. اليوم، أعيش حياتي بثقة أكبر، وأصبحت أتصافح دون تردد. إذا كنت تعاني من تعرق مفرط في يديك، لا تتربط في استشارة طبيب جلدية. هناك حلول فعالة يمكن أن تساعدك على استعادة ثقتك بنفسك وتحسين جودة حياتك.