ما هي الصدفية و رحلتي الطويله معه

الصدفية هي مرض جلدي مزمن غير معدٍ يحدث بسبب خلل في جهاز المناعة، فيؤدي إلى تسارع دورة نمو خلايا الجلد. النتيجة: تراكم خلايا الجلد بسرعة، فتظهر بقع سميكة حمراء مغطاة بقشور بيضاء فضية.

 

ليست معدية، يعني لا تنتقل من شخص لآخر.

 

تتأثر بعوامل مثل: التوتر، العدوى، تغيرات الطقس، بعض الأدوية، والعوامل الوراثية.

 

أعراضها: بقع حمراء، حكة، جفاف وتشقق، قشور سميكة.

 

قصتي مع الصدفية: رحلة التحدي والتأقلم

 

بدأت حكايتي مع الصدفية منذ حوالي خمس سنوات، كنت وقتها في أوائل العشرينات. لاحظت ظهور بقع حمراء صغيرة على مرفقيّ في البداية، كنت أظنها حساسية عادية من الجو. تجاهلتها، واعتقدت أنها ستختفي مع بعض الكريمات المرطبة. لكن مع مرور الأسابيع، زادت مساحة البقع وبدأت تتغطى بطبقات بيضاء تشبه القشور.

 

ذهبت إلى طبيب الجلدية، وبعد الفحص والتحاليل قال لي: “هذه صدفية.”

كانت الصدمة، لأن أول سؤال سألته هو: “هل هي معدية؟ هل ستظل دائمًا؟”

طمأنني الطبيب وقال: “هي غير معدية لكنها مزمنة، أي أنها قد تأتي وتختفي على شكل نوبات، ولكن يمكن التحكم بها.”

 

في البداية شعرت بالإحباط. كنت أخاف من نظرات الناس، خاصة إذا ظهرت على يدي أو رقبتي. جربت أنواعًا كثيرة من العلاجات:

 

كريمات الكورتيزون والمراهم الطبية لتخفيف الالتهاب.

 

الترطيب اليومي باستخدام الفازلين وزيوت طبيعية مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند.

 

العلاج الضوئي في العيادة مرتين أسبوعيًا.

 

مع الوقت، تعلمت أن التوتر يزيد الحالة سوءًا. كلما مررت بفترة ضغط نفسي، زادت القشور وانتشرت البقع. فبدأت أغير نمط حياتي:

 

قللت من الأطعمة الدهنية والسكرية.

 

زدت شرب الماء والخضروات الطازجة.

 

مارست رياضة خفيفة مثل المشي واليوغا.

 

بعد أشهر من الالتزام، لاحظت أن الصدفية هدأت كثيرًا، والبقع تراجعت. لم تختف تمامًا، لكنها صارت غير ملحوظة. تعلمت أن أعيش معها، وألا أخجل منها، فهي ليست عيبًا ولا نقصًا، وإنما حالة تحتاج صبرًا وعناية.

 

اليوم، عندما أسافر أو أخرج مع أصدقائي، لم أعد أختبئ خلف الملابس الطويلة دائمًا. أصبحت أكثر تقبلًا لنفسي، وأصبحت أنصح كل من يعاني من الصدفية أن يتعامل معها كصديق عنيد، لا كعدو: تهتم به، ترعاه، وستهدأ.