كنت في إحدى المناسبات العائلية حين قالت إحدى القريبات وهي تضحك:
“وشك حلو بس جسمك محتاج شغل كتير.”
ابتسمت يومها، لكنني بكيت ليلًا. لم تكن هذه أول مرة أسمع فيها تعليقًا عن وزني، لكن هذه الجملة بالتحديد دخلت قلبي كسكين.
عدت إلى البيت ونظرت لنفسي في المرآة طويلًا. لم أكره جسدي، لكنني كرهت كيف يراني الآخرون.
المحاولة الأولى: الحماس الكاذب
قررت أن أبدأ رجيمًا قاسيًا. قطعت الأكل تقريبًا، عشت على الزبادي والتفاح، وكنت أمارس الرياضة يوميًا حتى الإغماء.
خسرت 5 كيلو في أسبوعين، وانهرت في الأسبوع الثالث.
عدت إلى الأكل بشراهة، وزني زاد أكثر من الأول.
شعرت أنني فاشلة، واستسلمت لفترة طويلة.
الصحة : لما تعبت جسديًا ونفسيًا
بعد أشهر من الإهمال، بدأت أعاني من مشاكل صحية:
ضيق في التنفس
ألم في الركب
وخمول غير طبيعي
ذهبت للطبيبة، وكان كلامها واضحًا:
“وزنك بدأ يؤثر على صحتك… التغيير مش رفاهية، ده ضروري.”
رجعت إلى البيت في حالة صمت، وجلست مع نفسي وسألت سؤالًا بسيطًا:
هو أنا عايزة أخس ليه؟
وكان الجواب هذه المرة مختلفًا: مش علشان أعجب الناس، ولا علشان لبس،
عايزة أخس علشان أعيش مرتاحة في جسمي… علشان أحب نفسي فعلاً.
الخطة الحقيقية: التوازن مش الحرمان
قررت أبدأ من جديد، بس بعقل.
تابعت مع أخصائية تغذية لأول مرة في حياتي.
بدأت أتعلم آكل صح: مش ممنوعات، بل كميات محسوبة ونظام متوازن.
مارست المشي يوميًا نصف ساعة فقط في البداية.
تابعت تطوراتي كل أسبوع: مش بس على الميزان، بل في الطاقة، في اللبس، في النفسية.
الصعوبات: مش دايمًا سهل
واجهت انتكاسات كتير. في أيام كنت بأكل فوق احتياجي، وفي أيام فقدت الأمل.
بس كنت دايمًا أرجع أكمل.
مشيت على قاعدة:
“لو وقعت يوم، مش معناها أبطل، معناها أكمّل بكرة.”
بعد 6 شهور: أنا مش نفس الشخص
خسرت حوالي 13 كيلو.
لبست هدومي القديمة لأول مرة من سنين.
مشيت مشوار طويل من غير تعب.
بشرتي نورت، نفسيتي ارتاحت، وثقتي بنفسي رجعت.
لكن الأهم: حبيت نفسي وأنا بتغير.
مكانش هدفي أوصل للمثالية، كان هدفي أكون أنا في أفضل نسخة ممكنة.
نصائح من قلبي لكل واحدة بتحاول تخس:
ابعدي عن الرجيمات القاسية… جسمك مش عدوك.
ابدئي بخطوات صغيرة… التغيير مش سباق، هو أسلوب حياة.
كلي كل حاجة بس بعقل… لا حرمان ولا تخريب.
الميزان مش كل حاجة… راقبي الطاقة، المزاج، اللبس.
سامحي نفسك لو وقعتِ… الغلطة مش النهاية.
احكي لنفسك كل يوم إنك تستحقي تكوني بخير.