رحلتي الطويلة مع السكوليوز

لم أكن أتخيل أن مجرد انحناءة صغيرة في ظهري ستصبح قصة عمري. بعد عدة فحوصات وأشعة، عرفت أخيرًا الاسم الذي سيغير مسار حياتي: السكوليوز. هو ببساطة انحناء غير طبيعي في العمود الفقري، يجعل الجسم يميل بدرجات مختلفة. لكن خلف هذه الكلمة، تختبئ تحديات كبيرة: آلام متكررة في الظهر، إرهاق سريع عند الحركة، تأثير على التنفس أحيانًا إذا زاد الانحناء، وحتى الثقة بالنفس ممكن تهتز.

الدكاترة عرضوا عليَّ خيار الجراحة، لكني كنت مترددة. العملية مش سهلة، فيها مخاطر، وفترة تعافي طويلة. جلست مع نفسي، وقررت:

هعيش حياتي، وهتقبل جسمي زي ما هو، وهحارب بالأمل والالتزام بدل ما أدخل غرفة العمليات.

المغامرات الأصعب

حياتي مع السكوليوز كانت أشبه برحلة مليانة مغامرات صعبة:

رحلة التسلق: مرة قررت أطلع جبل صغير مع أصدقائي. كل خطوة كانت بتوجعني، وكنت آخر واحدة بتوصل، لكن في القمة حسيت إنني أقوى من الألم.

مغامرة البحر: جربت السباحة بدون أي دعم، كنت بخاف من الإجهاد، لكن المياه خففت الحمل عن ضهري وعلّمتني المرونة.

المدرسة والشنطة الثقيلة: يوميًا كان تحدي إزاي أتحمل وزن الكتب من غير ما يزيد الانحناء، فاتعلمت إزاي أوزع الحمل وأستخدم شنط مريحة.

الآلام التي علمتني الصبر

 

في ليالي كتير، الألم كان بيخليني منامش . كنت بحس بوخز في ضهري أو تقل شديد بعد يوم طويل. فيه أوقات دموعي كانت تسبق النوم، لكن كنت أقول لنفسي: أنا أقوى من كل ده، وده جسمي اللي لازم أحبه وأصبر عليه.

التمارين بدل العمليات

بدأت رحلة علاج طبيعي مكثفة:

تمارين لتقوية العضلات حول العمود الفقري.

جلسات شد وتمديد علشان تخفف الضغط.

لبست دعامة لفترات، رغم صعوبتها وسط الحر والحركة، لكنها ساعدتني.

ومع الوقت، حسيت بتحسن مش كبير في شكل ظهري، لكن ضهري بقى أقدر أتحكم فيه، وآلامي قلت كتير.

تقبلت حياتي

النهارده، لما أبص في المراية، لسه شايفة الانحناء. لكنه ما بيمثلش ضعف، بقى علامة على معركة أنا اخترت أخوضها من غير ما أهرب. السكوليوز غير شكلي شوية، لكنه علّمني قيمة كل حركة وكل لحظة من غير ألم.

 

إيه اللي اتعلمته؟

 

السكوليوز مش دايمًا محتاج عملية، أحيانًا الرياضة والتأقلم أقوى.

 

الدعم النفسي مهم زي العلاج الجسدي.

 

التقبل مش استسلام، هو أول خطوة للقوة الحقيقية.