في زقاق العطار، كان هناك فتى شاب اسمه “سامر”. كان يعمل في ورشة للنجارة في نهاية الزقاق، ولكنه كان يعاني من آلام في المعدة وكسل مزمن كان يجعله يشعر بالوهن طوال الوقت. كان يرى العجوز حكمت كل صباح وهو يفتح دكانه، وكيف كانت وجوه الناس تشرق بالراحة بعد أن يتحدثوا معه ويأخذوا منه شيئًا من أعشابه.

في يوم من الأيام، قرر سامر أن يذهب إلى العطار حكمت. كانت الشمس قد بدأت ترتفع، والهواء لا يزال رطبًا من ندى الصباح. دخل سامر المتجر، وأخبر حكمت عن معاناته. ابتسم العطار ابتسامة هادئة، وأشار بيده إلى إناء زجاجي كبير مملوء ببذور صغيرة تشبه النجوم. “هذا هو اليانسون يا ولدي”، قال حكمت بصوت خفيض وعميق، “له سر عظيم، لكنه يتطلب منك شيئًا واحدًا: الصبر”

أعطى حكمت سامر كيسًا صغيرًا من بذور اليانسون، ونصحه بأن يشرب مغلي اليانسون كل صباح على الريق، قبل أن يتناول أي شيء آخر. “دعه يكون أول ما يلامس معدتك الفارغة، ودع سحره يعمل ببطء”.

في الأيام التالية، بدأ سامر باتباع نصيحة العطار. كان يستيقظ قبل شروق الشمس، ويضع ملعقة من بذور اليانسون في كوب من الماء المغلي، ثم يتركها تنقع لدقائق حتى يمتص الماء كل خصائصها العطرية والشفائية. كان يشربها ببطء، ويشعر بالدفء ينتشر في جسده.

في البداية، لم يلاحظ سامر فرقًا كبيرًا. كان لا يزال يشعر ببعض الانزعاج في معدته، والكسل يظل رفيقه. ولكن، مع مرور الأسبوع الأول، بدأ شيئًا ما يتغير. بدأ يشعر بأن آلام المعدة تخف تدريجيًا. لم تعد الغازات تسبب له الإحراج، وبدأ شعوره بالخمول يتبدد.

بعد شهر من الانتظام على شرب اليانسون، لم يعد سامر نفس الشخص. كانت طاقته تتجدد كل صباح، واستطاع أن يعمل في ورشته لساعات أطول دون أن يشعر بالتعب. تغير وجهه، وأصبح أكثر حيوية. كان يأتي إلى زقاق العطار كل أسبوع ليشكر حكمت، ويأخذ منه المزيد من بذور اليانسون

في إحدى زياراته، قال له حكمت: “سر اليانسون ليس في البذور نفسها يا ولدي، بل في قوة الانتظام والاعتقاد. عندما تهتم بنفسك بانتظام، فإنك تمنح جسدك الفرصة لإصلاح نفسه. اليانسون كان مجرد مفتاح، ولكنك أنت من فتح الباب”.

في النهاية، أصبح سامر حكيمًا في ورشته، ينصح زبائنه بأهمية العناية بالصحة. وكلما سأله أحدهم عن سر طاقته وحيويته، كان يبتسم ويقول: “السر في كوب من اليانسون الدافئ على الريق، وفي

كلمة من عطار حكيم في زقاق قديم”.

اليانسون هو نبات عطري يُستخدم منذ قرون في الطب التقليدي والعلاجات المنزلية. يُعد شرب اليانسون على الريق، أي على معدة فارغة في الصباح، من العادات الشائعة في العديد من الثقافات، ويُعتقد أن له فوائد صحية متعددة. إليك بعض من أبرز هذه الفوائد:

1. تحسين الهضم وعلاج مشاكل المعدة

يُعد اليانسون من أفضل العلاجات الطبيعية لمشاكل الجهاز الهضمي. فهو يحتوي على مركبات نشطة، مثل الأنيثول، التي تساعد على تهدئة عضلات المعدة والأمعاء، مما يقلل من الانتفاخ والغازات والتشنجات. شرب كوب من شاي اليانسون الدافئ على الريق يمكن أن يحفز عملية الهضم بشكل طبيعي ويخفف من الشعور بالثقل أو عدم الارتياح بعد تناول الطعام.

2. تهدئة الأعصاب وتقليل التوتر

يُعرف اليانسون بخصائصه المهدئة، والتي يمكن أن تساعد في تقليل التوتر والقلق. شرب اليانسون في الصباح يمكن أن يمنحك شعورًا بالهدوء والاسترخاء، مما يساعد على بدء اليوم بطاقة إيجابية وتركيز أفضل.

3. خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة

يحتوي اليانسون على مضادات أكسدة قوية تحارب الجذور الحرة في الجسم، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. كما أن له خصائص مضادة للالتهابات، والتي يمكن أن تخفف من الألم والالتهاب في الجسم، خاصةً في حالات التهاب المفاصل.

4. دعم صحة الجهاز التنفسي

يُستخدم اليانسون تقليديًا كطارد للبلغم ومساعد في علاج السعال ونزلات البرد. شرب اليانسون الدافئ على الريق يمكن أن يساعد في تليين المخاط وتسهيل طرده من الجهاز التنفسي، مما يجعله مفيدًا في تخفيف أعراض احتقان الصدر والتهاب الشعب الهوائية.

5. تعزيز صحة البشرة

بفضل خصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات، يمكن أن يساهم اليانسون في تحسين صحة البشرة. فهو يساعد على حماية خلايا الجلد من التلف ويقلل من الالتهابات التي قد تسبب حب الشباب أو مشاكل جلدية أخرى.